غزة تستغيث.. أين النخوة العربية؟
في قلب الحصار والجوع، يقف أهل غزة اليوم في مواجهة مأساة إنسانية تتجاوز كل حدود الصبر. شعب يُباد ويُجوع، بينما تقف 22 دولة عربية عاجزة عن إدخال لقمة خبز أو شربة ماء إلى منازلهم.
هذا المشهد المؤلم يطرح تساؤلات عميقة عن مصير النخوة العربية، وعن القيم التي كانت يوماً ما أساساً للكرامة والشهامة العربية.
درس من كفار قريش
في التاريخ العربي، نجد موقفاً مشرفاً حتى من كفار قريش، الذين رغم شركهم، لم يقبلوا أن يُترك بنو هاشم للهلاك أثناء حصارهم.
أحدهم قال: "يا أهل مكة، كيف نأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى؟"
وأصر على فك الحصار عنهم.
هذا الموقف، رغم بساطته، يعكس إنسانية تتجاوز العقيدة، وتُظهر أن المروءة لا تحتاج إلى دين لتزدهر.
أين نحن من هذا؟
اليوم، ونحن نعيش في عالم يدّعي التقدم والتحضر، نجد أن غزة تُترك وحدها في مواجهة الجوع والموت. إذا كان كفار قريش قد أظهروا مروءة في زمن الجاهلية، فأين نحن اليوم من تلك القيم؟
إذا فقدنا الإسلام كدافع، فأين النخوة العربية التي كانت يوماً ما رمزاً للكرامة والشهامة العربية؟
مقارنة صارخة: الغرب وأوكرانيا
النظر إلى موقف الدول الغربية مع أوكرانيا يكشف عن تناقض صارخ.
كل الدول الغربية تدعم أوكرانيا بالمال والسلاح والطعام وحتى المرتزقة، دون تردد أو حسابات معقدة.
في المقابل، لا يُطلب من العرب دعم غزة بالسلاح أو المال، بل فقط بإدخال الطعام والماء، وهو الحد الأدنى من الإنسانية.
ومع ذلك، يبدو أن هذا الحد الأدنى أصبح مستحيلاً.
رسالة إلى الضمير العربي
غزة ليست مجرد مدينة تحت الحصار، بل هي اختبار للضمير العربي. دعمها ليس خياراً، بل واجب إنساني وأخلاقي.
إذا كنا لا نستطيع أن نكون سنداً لها في السلاح، فلنكن سنداً لها في الغذاء والماء.
السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا: هل ما زلنا عرباً؟ وهل ما زالت النخوة تسكن قلوبنا؟
غزة تستغيث، وصوتها يعلو فوق كل الحسابات السياسية والمصالح الضيقة. إنها دعوة لإعادة النظر في قيمنا، ولإثبات أن العروبة ليست مجرد كلمة، بل فعل وموقف. فهل نلبي النداء؟