بن حبريش والخطوة الجريئة

لقد انطلق بن حبريش للدفاع عن حقوق حضرموت ومستقبلها السياسي بعيداً عن عُقَد الماضي وتابواته وتصنيفاته غير المسؤولة. التي تجعل منا شعباً بلا إرادة يُدمن التبعية للتابعين وكأننا قطعان من الماشية.

 الكثير يسعى لامتلاك حضرموت ليس على أسس وطنية، بغية الإتجار  بمقدراتها المادية والبشرية، وهذا من حق الحضارم وحدهم. لا يحق لأي شخص أو جهة أو تنظيم سياسي أن يتدخل في شأن حضرموت، كان ذلك مشاعاً عندما كانت حضرموت مستباحة يحكمها غير أهلها الذين جعلوا منها مختبراً  لتجاربهم الفاشلة، كان ذلك عندما لم يكن هناك حلف ولا جامع يرعيان مصالح حضرموت، أما اليوم فقد شب الحضارم عن الطوق، فإذا ما ارادوا التخاطب مع الحضارمة عليهم أن يأتوا البيوت من أبوابها فحضرموت برجالها وبعقلها وبحكمانها  ونخبها الاجتماعية والفكرية الذين يجمع أهلها عليهم. رغم محاولات الفت في عضد نسيجهم الوطني ولعل الحلف والجامع أكبر دليل على نضج إرادتهم.

الحضارم ليس بأغبياء حتى يكرروا تجارب سقيمة وعقيمة عانوا منها الأمرين، لقد شهدتُ مؤخراً بأم عيني كيف كان يعاني الحضارمة من العنصرية المقيتة. فعندما كانت عدن في عهد الانجليز حضرية, كان بها جالية حضرمية كبيرة كانت تؤثر وتتأثر، ولما عممت البدونة في عدن اصبحت اشبه بالقرية يحكمها قرويون بثقافة قروية لا تقبل بالتغيير فغادرها غالبية الحضارم. وغادها غالبية الحضريين من اهلها.
هل يعتقد هؤلاء بانهم سيمارسون اساليبهم هذه على الحضارم في عقر دارهم؟ لقد استفز هذا الامر كل الاحرار أولو الغيرة والنُهى وهو الأمر الذي جعل المقدم عمرو بن حبريش  يخطو خطوته الجريئة والشجاعة، بالتواصل مع الاشقاء في المملكة العربية السعودية ومخاطبة دول التحالف، في الرياض وأبوظبي ليرسلوا له طأيرة خاصة لتقله إلى الجارة الأقرب والأنفع المملكة العربية السعودية، وفي تقديري انه القرار الأكثر حكمة ومسؤولية والذي جاء في الوقت المناسب لانقاذ حضرموت من عقليات طاغية تحب خيرات حضرموت وتكره اهلها.

بلا شك لقد حسب الاشقاء الف حساب لهذه المبادرة الوطنية، كما أكدت لهم كفاءة المقدم عمرو وغيرته على منطقته وعلى أهلها.

أي حماقة تلبسُنا ونحن نكرر تجربة ذقنا منها الأمرين، وأي عقل نمتلكه ونحن نكرر  الجريمة بحق شعبنا وأجيالنا، ماذا ستقول عنا أجيالنا القادمة؟ 
 لقد أضعنا  اكثر من نصف قرن من الحياة العبثية التي تجرعها شعبنا.

قال المقدم عمرو المملكة تشبهنا ونحن نشبه المملكة،  لهجتهم تشبه لهجتنا، وثقافتهم  تشبه ثقافتنا،  وتفكيرهم يشبه تفكيرنا، وبيئتهم تشبه بيئتنا، وقد كانوا لنا أحباباً وأهلا ، سعدوا بنا وسعدنا بهم. كيف لا و قد اختلطت حياتنا في مهجرنا لديهم بحياتهم دونما فوضى أو نهب. كانت حياتتا لديهم تنمية وأمن واستقرار. كيف لا والمملكة بقيادتها الحديثة في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان تخطوا خطوات تعانق بها السماء في كافة الصُعد، لتصبح المملكة اليوم رقماً عالمياً صعباً في عالم السياسة والاقتصاد والتنمية .ومركزاً ناجحاً للحوارت الدولية.
أي حماقة نرتكبها ونحن نحاول تجريب المجرب. والله لو فعلنا ذلك لاسمح الله ستلعنَّا الاجيال لأننا أضعنا فرصتنا في تصحيح حماقات طيشنا، وقول كلمتنا، وانتشال انفسنا من دوامة القتل والإفقار والتخبط، لنستعيد اليوم وضعنا المصنعي الذي تتوق إليه كل الجماهير الحضرمية المكلومة بجراح الماضي والحاضر، والمتطلعة إلى تنفس نسمات الانعتاق، برعاية جيراننا الأطايب، في التحالف العربي.