حين يتكلم الانتماء.. قراءة في حديث الشيخ عمرو

كنتُ، ومنذ أمدٍ بعيد، أتابع ما يجري في حضرموت باهتمام بالغ، لا بدافع الفضول ، بل بدافع الانتماء والحرص على شأن هذه الأرض الطيبة من بلاد الاحقاف. ومن هذا المنطلق، كنت أترقّب حديث الشيخ عمرو عقب عودته من المملكة، وأتوق لسماع ما سيقوله في هذا الظرف الدقيق.

وقد سنحت لي الفرصة اليوم لأستمع إلى حديثه كاملاً، فخرجتُ منه بانطباعٍ واضح لقد تحدّث الشيخ كما يُقال على السليقة، بصدقٍ وعفوية، بعيدًا عن التصنّع والتنميق، فجاء كلامه بسيطًا، لكنه بالغ الأثر، صريحًا، لكنه نبيل المقصد.

تناول الشيخ في حديثه عدّة محاور رئيسة:

أشار إلى أن حديثه مع الأشقاء في المملكة تضمّن رفض التبعية المطلقة، ونقل إليهم معاناة الناس، وعلى رأسها أزمة الخدمات، لا سيما الكهرباء.

شدّد على أن حضرموت بحاجة إلى قوة أمنية خاصّة بها، تتولّى حفظ أمنها وصون حقوقها، بعيدًا عن القوى الخارجة عنها.

وبيّن بوضوح أن مجلس القيادة الرئاسي – وغيره من المكوّنات السياسية – لم يُقدّم لحضرموت شيئًا يُذكر، لأن قضاياها ليست ضمن أولوياتهم.

وأكّد أن نيل حضرموت لحقوقها لن يتحقق إلا بثبات أبنائها، وصمودهم على الموقف، وتوحّدهم على الهدف.

كما سبق له أن صرّح – قبل هذا الخطاب – بمطلب واضح يتمثل في إخراج كافة التشكيلات العسكرية غير الحضرمية من حضرموت، واستبدالها بقوة عسكرية حضرمية خالصة، تكون درعًا واقيًا لها، وسيفًا يحمي حياضها.

أيّها الأحبّة، ما أورده الشيخ عمرو ليس قولًا جديدًا، بل هو لسان حال كل حضرمي حرٍّ غيور. فلا أظن أن اثنين من أبناء حضرموت يختلفان على هذه المطالب، لأنها تعبّر عن نبض الشارع، وهمّ المواطن، وكرامة الأرض.

وحين يكون الهدف واحدًا، فلا عذر لمن يتخلّف عن المناصرة ، إلا أن يكون ذا مصلحة أو حسابٍ خاص.

ان الوقوف مع من يسير في هذا الطريق ليس عيبٌا ولا منقصة، بل هو واجب ، وحق الأخوّة، والنصرة وصدق النوايا. إن الشيخ عمرو، ما دام على هذا النهج، يستحق الوقوف إلى جانبه ومؤازرته، ونسأل الله التوفيق لما فيه خير حضرموت وأهلها.