حضرموت.. قرارات مجلس الرئاسة وفهم محلية السلطة!!
حضرموت المجتمع كأي مجتمع على ظهر البسيطة.. لديه وجود مكاني و زماني ، تماما كغيره من المجتمعات، هو مجموعة من السكان الذين يعيشون على رقعة جغرافية محددة، ولهم امتدادهم التاريخي و الثقافي الواضح المعالم والسمات القيمية، التي ورثتها أجيالا لأجيال متعاقبة، ومنهم هذا الجيل الذي أضحى يطالب بشيء من الحياة الكريمة في ظل دولة القوانين و المؤسسات-لا حارة كل من ايده اله-بحسب غوار الطوشة.
نحن هنا لا نطالب بالتميّز عن بقية مجتمعاتنا اليمانية، رغم أن المجتمع الحضرمي له عمره الزمني - الموغل في التاريخ، وثقافته التي تشكل شخصيته المختلفة عن بقية مجتمعات اليمن-الجهة والدولة من جزيرة العرب .. في عاداته واعرافه وقيمه المجتمعية، وأن طالبنا ببعض التميّز-المعزز لشخصيته الحضرمية ؛ فهذا لا يلغي تلك المجتمعات اليمانية الأخرى.. ولا يعني رفضا للوحدة السياسية و السيادية للدولة اليمنية مختلفة التقاليد والثقافات الاجتماعية .. خصوصا وان الذين سعوا إليها الحضارم عندما تمكنوا من تجاوز صراع القبلوا مناطقية في مثل هذه الأيام من يناير 1986..
اليوم و نحن في عام 2025 يأتي من يمن على حضرموت بالقرارات الأخيرة؛ التي اعتبرها مجلس الرئاسة تجاوبا مع مطالب حضرموت - التي رفعتها الأغلبية الحضرمية-ممثلة في حلف قبائل حضرموت .. التكتل الاجتماعي الاوسع الذي تجاوز الصفة القبلية- إلى الاجماع المجتمعي على اختلاف طبقاته و فئاته.. وهذا لا يجهله مجلس الرئاسة..بمن فيهم جهويي اليمن-من شماله و جنوبه، وهنا سؤال نوجهه إلى كافة القوى السياسية و الاجتماعية اليمانية في هذه المرحلة الخطرة و الصعبة : هل هذه القرارات التي صيغت دون مشاركة ابناء حضرموت حتى في الاحزاب اليمانية تلبي مطالب- تطالب باستعادة مؤسسات الدول و هيكلتها.. وتحديثها اداريًا و فنيًا بحيث تجسد الدولة.. المرجؤة وفقا لمشروع الدولة الاتحادية ، او قوانين الدولة البسيطة المختطفة، ومنها " القانون 4" للحكم المحلي ؟. هل في هذه المطالب خطأ ام أن الخطأ في ذهنيات اعضاء مجلس الرئاسة-ومنهم المطالبون باستعادة دولة الجنوب وابقاء حضرموت مجرد عربة التموين في قطار يسير خارج الزمن .. لكي لا نقول - المتحرك بيروموتات بعض العواصم الشقيقة ، ومنها من كان للحضارم دور في ترسيخ مداميك دولها و بناء مؤسساتها؟.
بناء على ذلك .. نقول : أن المجتمع الحضرمي قادر على تحويل مطالبه إلى عمل ايجابي اذا ما استكملت مؤسسة الرئاسة قراراتها بوضوح كامل لآلياته التنفيذ.. واشرك الحضارم في وضع برنامج زمني في موداه حكم ذاتي قادر على تطوير إدارة حضرمية قادرة على تبصير الحضارم بالابعاد الاستراتيحة و الاقتصادية في الدولة القادمة.. دون ذلك دفع المجتمع الحضرمي إلى فرز مسارات اخرى.. متوفرة ادواتها وجاهز لها رجالها .. ولكن على حساب من يدرك أهمية حضرموت ودورها في مستقبل يرفضه بعض الشرعية.. وبعض من دفعت به غفلة زمنية الى هرم محلية السلطة -لا السلطة المحلية لمحافظة حضرموت .
واخيرًا وأنا اخاطب من عليهم.. أخذ مطالب حضرموت بجدية وعقلانية- لا أولئك الذين في قرارات مجلس الرئاسة مصالح يمكن من خلالها إنها الاحتقان.. فقط لشراء الوقت ومنهم الاخ والزميل صالح عبود العمقي أمين عام مجلس حضرموت- دون المجلس الذي عملت الشرعية على تجميدة (لتكب ) صلاحياته في محافظ و وكيل و مدير امن اضحوا مؤسسات دولة.. في محافظة عرفت الدولة في عشرينيات القرن الماضي -دولة مؤسسات..فمن ماذا يخاف - أو يخشى فرقاء الرئاسة و الحكومة و من في محلية السلطة- وما يمنعهم عن مناقشة تلك القرارات مع ابناء حضرموت..ففي حضرموت من تجاوزوا المحلية ويدركون أن التاريخ لا ينفصم عن الجغرافيا.. و الاستثمار وارد ؟!.