الطريق إلى لحج... عزاء ومواساة...وذكرى وفاء للمدينة الوهط
(أبين الآن) بقلم: الدكتور فوزي النخعي
في تمام الساعة الرابعة عصراً من مساء يومنا هذا الاربعاء 9/ أبريل/ 2025م انطلقنا على متن سيارة الأخ الصادق والوفي الدكتور ياسر باعزب مدير عام مكتب الإعلام في أبين، الرجل الإنسان كما عرفته، وعهدته، رجل المواقف الإنسانية بكل ما تعنيه الكلمة، وذلك في أجواء تحمل مشاعر المواساة والواجب الإنساني، اتجهنا صوب محافظة لحج الخضيرة، وتحديدًا إلى مدينة الوهط، مدينة الثقافة والأدب والعلم والقيادة، لأداء واجب العزاء والمواساة للمهندس طالب السقاف، وكل آل السقاف في الداخل والخارج، وذلك في وفاة شقيقه، رحمها الله.
كانت الرحلة أكثر من مجرد انتقال بين مدينتين، فقد رافقتها لحظات تأملٍ وصمتٍ يُعبّر عن حجم الفقد، وعن أهمية الوقوف مع الأصدقاء في أوقات الشدة، لقد كان لزامًا علينا أن نكون إلى جانب المهندس طالب، وهو الذي لم يبخل يومًا بوقته وجهده في سبيل خدمة الآخرين.
وصلنا إلى الوهط، هذه المدينة الطيبة بأهلها، حيث التقينا بالأسرة الكريمة وشاركناهم العزاء، وعبّرنا عن مشاعر الحزن والتضامن الصادق، سائلين الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
إلى هنا انتهى واجب العزاء، ولكن ثمة أمر لفت انتباهي وبشدة، بل وآثار اعجابي به، وبرفيقي الدكتور ياسر باعزب، هذا الأمر العجيب والاكثر من رائع عكس مدى التلاحم والترابط والتآزر، وكذا التكافل الاجتماعي، هذا الأمر متمثل في مبنى كبير وضخم جداً في قلب مدينة الوهط، وبجانب مستشفى المدينة إنه منتدى "أبناء الوهط".
مبنى مجهز بأحدث الأجهزة التقنية والتكييف، وكذا بمنظومة طاقة شمسية ومكيفات تعمل أيضاً بالطاقة الشمسية، الشيء الملفت للنظر هو أن هذا المبنى تم تجهيزه وتأثيثه من قبل السلطة المحلية في مديرية تبن، الحقيقة منظر رائع وانعكاس اجمل أن يجمع هذا المنتدى والذي هو برئاسة الدكتور هشام السقاف، يلتقي فيه أبناء الوطن في الافراح والمناسبات، وكءا في الاتراح والأحزان، يوفر مبالغ مالية كبيرة لاستأجر قاعات لتلك المناسبات الاجتماعية.
بعد خروجنا من هذا المنتدى التقت صورة تذكارية لهذا المبنى الرائع وهذا الالتحام والتكافل بين أبناء الوهط، كم اتمنى أن أرى مثل هذه المنتديات والمباني في محافظة أبين الحبيبة وينبري لها مدراء عموم مديريات محافظة أبين وتكون بادرة طيبة لعملية الإخوة والمحبة والتكافل فيما بيننا البين.
غادرنا مدينة الوهط وكلنا شغف في العودة إليها مرة أخرى مدينة جميلة وهادئه ونظيفة إلى حدٍ كبير، غادرناها وظللنا أنا ورفيقي الصادق الوفي العزيز على قلبي نردد طوال الطريق هل يا ترى نستطيع أن نرى مثل هذا المنتدى وبهذا المبنى في إحدى مديريات أبين، الحقيقة لقد أسرنا المنظر والماس يجتمعون في هذا المنتدى لأداء واجب العزاء للمهندس طالب السقاف وفي منتداهم الرائع بدون تكلفة وبدون مشقة أنه حقاً لشئ جميل، هكذا هي لحج عودتنا دائماً أنها مصدر الفن والجميل وطيبة القلوب وصفاء الحياة
سلام الله عليك يا لحج
وسلام الله على ساكنيك.
غادرنا صوب مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، ودخلنا المدينة وإذا بها تشبه إلى حد ما عاصمة محافظة أبين زنجبار عاصمة تفتقد إلى الكثير من الخدمات، وكلما ثقة في أن قيادة السلطة المحلية في المحافظة تنتشل وضع العاصمة والمحافظة ككل، أخذنا أنا ورفيق دربي جولة قصيرة في أزقة العاصمة، ثم مررنا على إحدى محلات العصائر أخذنا كأسين من العصير نروي بها عطشنا، ثم ركبنا سيارتنا وعدنا إلى العاصمة الأكثر عشقاً وحباً لدينا أنها العاصمة عدن الثغر الباسم، والمدينة التي ليس لها مثيل رغم الجروح والتمزق إلا أنها تظل مدينتي الأولى وحبي لها الأكبر..
والصورة لمنتدى الوهط الاجتماعي في مدينة الوهط.
الصورة أبلغ من الكلام..
ودمتم سالمين
