العميد محمود الأغبري.. القائد الذي صمد حين انكسر الجميع
العميد محمود الاغبري الصبيحي هو أحد القادة الجنوبيين الوطنيين الأوفياء الذين سطّروا أروع ملاحم الفداء والتضحية في سبيل استعادة الدولة الجنوبية وكرامة شعبها، وتميز بسيرته العطرة ومسيرته العسكرية الحافلة بالعطاء والصمود ،
لقد تم تهميش هذا القائد الوطني الفذ ومحاربته لا لذنبٍ ارتكبه، بل لأن وطنيته الصادقة ووفاءه النقي للوطن أزعجت الكثير ، وبعد أن شغل منصب أركان حرب اللواء التاسع صاعقة، وأثبت جدارته في هذا الموقع، تم نقله إلى منصب أركان حرب اللواء الرابع حزم، لكنه لم يمكث فيه طويلاً. تخيلوا أن راتبه ظل موقوفًا لفترة تراوحت ما بين سبعة أشهر، ما بين فترته في اللواء التاسع وأشهره في اللواء الرابع، ومع ذلك لم يشكُ ولم يتظلّم، بل ظل صامدًا كالجبل يخدم الوطن رغم ما يراه من قهر وجحود ،
وحين رأى حجم الظلم والمعاملة المجحفة، اختار أن يقدّم استقالته ويعود إلى منزله، رافع الرأس، نظيف اليد، لم يتلطخ بالفساد الذي حاربه بصمت لسنوات، وحلم بوطنٍ تُرفع رايته في كل ربوع الجنوب، لكنه رأى واقعاً مغايراً تماماً
العميد محمود الأغبري قائد شجاع، صاحب مواقف صلبة، عُرف بنزاهته، وحكمته، وجرأته في قول الحق، ويملك كفاءة قيادية وقتالية عالية. يتمتع بكاريزما عسكرية وقبلية قوية، ويحظى بمكانة عالية واهتمام شعبي وعسكري كبير في أوساط المجتمع، لما يتميز به من شجاعة وإخلاص ونزاهة قلّ نظيرها ،
تقلد عدة مناصب في ساحات القتال، وكان من أبرز المشاركين في "غزوة الجنوب" عام 1994، ثم في مسيرة الحراك الجنوبي، وشارك في معركة تحرير عدن 2015، كما قاد جبهة الأغبري في الصبيحة – مسقط رأسه – والتي كانت تُعد من أهم الجبهات وأكثرها سخونة على الحدود مع مديرية الوازعية بمحافظة تعز ،،
لقد سطر أروع الانتصارات في مواقع جبهة الأغبري بالخزم وذي عهده والزيدية والظهوره، فكانت تلك الجبهة من أوائل الجبهات التي لقنت المليشيات الحوثية ويلات الهزائم، ومنها انطلقت عمليات تحرير واسعة ..
ورغم كل ما تحقق، ظل يعمل بصمت بعيدًا عن الأضواء، رافضاً كل الإغراءات، ثابتاً على مواقفه، زاهداً في المناصب، ومخلصاً في أداء واجبه الوطني ،،
ونحن اليوم، بأمسّ الحاجة إلى قادة من امثال العميد محمود الأغبري. رجالٌ نراهم في الميدان، ونشعر بوجودهم واقعاً حياً ، لا شعارات تُردد ولا صوراً ترفع ، رجالاً يستحقون أن ترفع لهم القبعات احتراماً وإجلالاً