غزة والنار ذات الوقود

بقلم: حسين السليماني الحنشي

عند ما خلق الله آدم عليه السلام، أمر الله الملائكة وأبليس بالسجود، فسجد الملائكة، وتكبر وطغى إبليس ومن بعده جنوده إلى اليوم...
فكانت الملائكة المطيعة لله في درجة النقاء والصفاء، وكانت الشياطين ولازالت تعمل بخبث وظلم ...
وبقي بني آدم يتراوح بين الظلمات والنور...
فخرج منهم الفاتحين للعالم بأعظم حضارة عرفتها الإنسانية ـ الإسلام ـ وبقي الطغاة يسفكون الدماء بدون حق...
وما نلاحظه اليوم في غزة من إبادة جماعية، لقطاع غزة هي امتداد للطغاة منذ قرون عديدة.
حيث كان أصحاب الأخدود ثلة مؤمنة آمنت فقرر الطغاة حرقهم في الأخدود، لأنهم بكل بساطة آمنوا بالله، كما كان الملك وأعوانه كشهود على هذه المحرقة، مبيناً أن دافع الانتقام من هؤلاء المؤمنين هو فقط مجرد الإيمان بالله، فأجبرهم ذلك الطاغية على الرجوع عن دينهم الذي اعتنقوه، وخيّرهم بين القتل، أو الرجوع إلى دينه، فاختاروا القتل والصبر على هذا المحنة، فشُقّت لهم الأَخاديد وتم رميهم فيها، ثم أُضرِمت بهم النيران إلى أن احترقوا وماتوا. وكأن المَلك وحاشيته(مجلس الأمن الدولي) والى جانبه دول الاستكبار... ينظرون إلى مايجري في غزة، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فالعالم اليوم يشاهد غزة وشعبها يباد ويحرق بالقنابل الحارقة والعالم لا يحرك ساكناً...
واليوم يخيرون أهل غزة بين الخروج من أرضهم أو الاستسلام، أو الموت بأسلحة نارية لم يشهد لها مثيل، بل خارجة عن كل المواثيق الدولية التي أعدها هؤلاء الظلمة أنفسهم...
واليوم وبعد غد إلى ماشاءالله ، ستكون اللعنات تطاردنا كشعوبا ودول، بسبب هذا الفعل الشنيع، حيث جعلت غزة أخدود يشبه الأخاديد الأولى للظلمة، والتي تم إشعال النيران فيها، لشعب أراد الحياة بحرية ، فكذبتم يامن تدعون الحرية والعدالة والمساواة بين الشعوب، وحرية المعتقدات الدينية والأفكار التي يميل إليها الناس، فأنتم اليوم تأكدون وتوثقون بأن الصراع هو صراع الحضارات، فنحن نشاهد الفرس والبوذيين حاضرة والنصارى واليهود متواجدة بينما المسلمون أمة تمتلك المقومات التي لايملكونها ولكنها نائمة ، للأسف الشديد !
فبأي حدث بعد المحرقة لقطاع غزة، وتدمير البنية التحتية للضفة، وتدنيس المسجد الأقصى المبارك، سوف يصحو ضمير الأمة ؟!