مفهومك الذاتي لقدراتك

بقلم : حسين أحمد الكلدي

نحن جميعًا نتفق أن الحياة التي لا ترتقي إلى مستوى عالٍ بمستوى معيشة الآخرين هي حياة فارغة، ولذلك يجب عليك أن تلزم نفسك بالمثابرة والاجتهاد، وتعمل بكل طاقتك على إلزام نفسك بالحرص على التخطيط الذي يُحسّن من جودة أدائك في العمل الجاد وفي الحياة. وكما هو معروف، فإن البشر جميعًا يتمتعون بصفة مشتركة واحدة بينهم، فهم يستمتعون عندما يحرزون التقدم والنجاح في أي مجال. ولهذا، لدى كل شخص إمكانية في الوصول إلى أعلى المراتب عندما يبذل قصارى جهده في تعلُّم المهارات في العمل الذي يُؤدّيه بشكل رائع، فهو يصل إلى أداء العمل بإتقان، ويحصل على أعلى الدرجات، ويُعدّ ذلك تعظيمًا لحياته المهنية. فطريقة تفكيرك التي تُرسّخها في ذهنك طيلة الوقت هي التي تتيح لك فرصة النجاح، وتُتيح لك سعادة أكبر، وهذه أهم الأسس في التفوق الذاتي الاستثنائي والوصول إلى آفاق أعلى في التوازن الحياتي والارتباط بالأسرة ارتباطًا وثيقًا، وهذا يُعد ضمن أولوياتك الهامة. إن كل ما في الأمر هو أن تخطط لقضاء وقتك في الحرص على الوصول إلى أهدافك التي خططت لها، إن كان في العمل أو في الحياة الشخصية، والتي تبذل لها الجهد الإضافي في كل ما تقوم به، فذلك يُعد أعلى معايير النزاهة والصدق مع النفس التي تتمتع بها أمام نفسك. ولهذا، يجب عليك أن ترتقي إلى آفاق أبعد، ولا تكتفي بذلك، بل عليك أن تُدرك أن الانتصارات التي حققتها وتحققها هي جزء من مستوى إمكاناتك، وجزء من عبقريتك التي تملكها، وهي جزء من القوة الهائلة الكامنة بداخلك، التي يجب عليك إيقاظها. وبهذا المفهوم، كما قال إبراهام ماسلو: "المنافس الوحيد للمرء هو إمكاناته، والفشل الوحيد للمرء هو الفشل في الارتقاء إلى مستوى إمكاناته ولذلك، بعد النجاح وتحقيق الأهداف التي حلمت بها، لا تدخل في حالة انزعاج واللامبالاة، لأن هذه النقطة هامة جدًّا وتُعد محطة انطلاق أخرى حين أدركت ذلك بعد أن أصبحت متميزًا وتتمتع بالسمعة الطيبة، ونجحت وصرت مؤثرًا، وأصبح تميزك هو واقعك الجديد، ولهذا يجب عليك ألا تتوقف عن وضع أهداف جديدة أسمى وأعلى من ذي قبل، وتسعى لتحقيقها. لا تكتفِ بتحقيق النجاح ومواجهة التحديات، اكتشف عمق ذاتك الأكثر إثارة مما تتصوره. ولذلك يقول المثل: "إن أعمق حزن للإنسان في الحياة هو عدم التعرف على حقيقته بالكامل، وعدم اكتشاف الجوانب العظيمة فيه غير المكتشفة للذات."

21/4/2025