الإعلام المُبتز ينهش جسد الصبيحة.. أقلام مأجورة تهدد وحدة الصف وتخدم العدو بجهالة

حين باتت الحقيقة تغتال كل صباح، وتدفن المصداقية في نعوش من حبر مدفوع الثمن، نفجع لا نندهش من أولئك الذين باعوا شرف المهنة في أسواق المصالح الرخيصة. 

إلى كل من خلع عن حرفه ثوب المهنية، وارتدى رداء الكذب والافتراء، نقول: ما أثقل الجريمة حين ترتكبها الكلمات، وما أشد خيانة القلم حين ينزف حروفاً مدنسة تشوه الحق وتفتك بالأوفياء.
إنها لحظة بكاء حقيقية، حين ترى إعلاميا من أبناء جلدتك، ممن كان يفترض بهم أن يكونوا درعا للحق، وقد غدوا معاول لهدم صفوفنا، يعبثون بثوابتنا، ويغذون نار الفرقة في زمن لا يحتمل شرخا إضافيا.

أيها الإعلاميون... يا من وهبتم نعمة التعبير والكلمة، هل نسيتم أن الإعلام رسالة؟
هل تحولت منابر الحق إلى منابر ارتزاق؟ هل باتت الأقلام مطايا لأجندات خبيثة تسعى لإسقاط ما تبقى من ثوابتنا الوطنية؟
ما نراه اليوم من بعض الأقلام، وخصوصا من بعض إعلاميي الصبيحة، لا يثير إلا الحسرة والغضب، أن تستخدم الكلمة لتشويه قيادات وطنية لها باع طويل في الدفاع عن الأرض والعرض، فتلك ليست حرية رأي، بل خيانة مكتملة الأركان.

إن الهجمة الإعلامية التي يشنها البعض على قوات "درع الوطن"، وقيادتها الشجاعة، ليست سوى سهام مغشوشة تصيب قلب الصدق، وتخدم بجهلها أو بقصدها العدو الأول: الحوثي ومن يقف خلفه من المتربصين.
قوات درع الوطن، بقيادة العميد البطل بشير المضربي، لم تأتِ من فراغ، بل تشكلت من ميادين الشرف، وقدمت الغالي والنفيس لتحرير عدن والصبيحة ومناطق الجنوب من قبضة الحوثي وأعوانه ، فكيف يكافأ هذا الدور العظيم بالتشكيك، والتشهير، وتصوير مواقعها العسكرية وكأنها وكر للخيانة؟

أيها المتنطحون باسم الإعلام، لا تجعلوا من أقلامكم أدوات اغتيال معنوي لقادتكم؛ الكلمة مسؤولية، والكذب خيانة، والتشهير جريمة، ونشر الأكاذيب تحت عباءة الحرية الإعلامية كارثة لا تغتفر ،ما حدث مؤخرًا من بعض الإعلاميين ممن ينتسبون للصبيحة، من هجوم لا مبرر له على مؤسسة عسكرية كـ"درع الوطن"، وترويج ادعاءات مغلوطة، ليس إلا طعنة في ظهر كل جندي سهر الليالي على الحدود، وكل شهيد ارتقى وهو يحلم بتراب حر لا تدنسه خيانات الداخل.

التصوير العشوائي للمواقع، ونشر تفاصيل حساسة، لا يصنف إلا كـ"تجسس"، وهو جريمة أمنية خطيرة يعاقب عليها القانون، وتستحق المحاسبة المجتمعية قبل القضائية.

إن كل من يحاول النيل من أبناء الصبيحة، وقياداتهم الشريفة، في هذا الظرف الحرج الذي تتكالب فيه المخاطر على الجنوب عامة، ما هو إلا خنجر مسموم في خاصرة الصف الوطني، لا تجعلوا من الإعلام منصة للابتزاز، ولا تتقمصوا دور "الناقد الوطني" وأنتم تفتتون الصف بأقلامكم المسمومة.

لدرع الوطن تحديدا، فضل لا ينكر في تأمين مناطق واسعة من الجنوب، وكان لها الدور الأكبر في حمايتها من المهرة حتى باب المندب.

فهل يعقل أن نحاربها من الداخل؟ هل نعين العدو على أنفسنا؟
إن كثيرًا من شباب الصبيحة التحقوا بدرع الوطن، وكانوا رأس الحربة في كثير من المعارك، وذلك بفضل القيادة الواعية والحكيمة.

أيها الإعلاميون من أبناء الصبيحة من كرش حتى باب المندب ،كفى عبثًا، كفى شقًا للصف، كفى خيانة للكلمة، لا تكونوا أدوات في أيدي من يسعون لخلخلة بنياننا الوطني، فأنتم لستم ناقلين للخبر، بل أنتم جنود على جبهة الوعي، فإن خانتكم أقلامكم، فلن يشفع لكم التاريخ، ولن يرحمكم تراب الأرض الذي خنتموه.

واتركوا الخبز لخبازه ،لا تكونوا أداة بيد خصوم الوطن ممن يتربصون بقياداتكم، ولا تسمحوا لأقلامكم أن تتحول إلى أدوات هدم بدلًا من أن تكون جسور بناء بين المواطن وقيادته.