بعد ساعات عمل متواصلة وأجور زهيدة... جاء يوم العمال!
(في زاوية دكانه البسيط، جلس "سالم" الشيخ الكبير الذي بلغ الثمانون عاماً من عمره يتأمل في فنجان قهوته الباردة بينما كان زميله "رامي" يتصفح هاتفه...)
رامي (باستغراب):
"غدًا إجازة؟ عيد العمال؟! ما دخلنا نحن بهذا؟ نحن بالكاد نلحق قوت يومنا!"
سالم (بابتسامة هادئة):
"وهو بالضبط السبب الذي من أجله وُجد هذا اليوم... عيد العمال لم يأتِ ليمنحك عطلة، بل ليذكّرك أنك أساس كل تنمية، وأن صوتك له تاريخ."
رامي:
"تاريخ؟ تقصد كلام نظري؟"
سالم (بحماس):
"أبدًا. في مثل هذا اليوم من عام 1886، خرج آلاف العمال في شيكاغو يطالبون بتقليص ساعات العمل إلى 8 فقط، بدلاً من 14 أو 16. خرجوا بلا نقابات قوية، ولا قوانين تحميهم، فقط بإيمانهم أن الكرامة حق لا ترف."
رامي (بدهشة):
"ودفعوا الثمن، صح؟"
سالم:
"نعم... سُجن بعضهم، وقُتل آخرون، لكنهم فتحوا الطريق لنا، لتظهر قوانين العمل، وأجر الحد الأدنى، وسلامة المهن... واليوم نعيش على تضحياتهم دون أن نقرأ عنها."
لابد أن نعلم أن الرسالة الأهم:
عيد العمال ليس مجرد يوم راحة، بل يوم وعي.
هو تذكير بأن خلف كل إنجاز اقتصادي... عامل لم يأخذ كفايته من النوم، ولا حتى من التقدير.
في هذا اليوم، اسأل نفسك:
هل منحت العامل الذي معك حقه؟
هل شكرت عاملة التنظيف، أو معلم ابنك، أو الحرفي الذي أصلح بيتك؟
هل ما زلت تؤمن أن الإنسان أهم من الأرباح؟
كل عام وعمال العالم بخير... أنتم من تصنعون الحياة.