اليوم... سُحبت أوراق الامتحان، وسُحبت معها أقنعة كثيرة
اليوم، الرابع من مايو 2025م، أُجريت الامتحانات الوزارية لطلاب الثالث الثانوي،
لكن الورقة الحقيقية التي وُضعت أمامنا لم تكن ورقة أسئلة… بل ورقة موقف.
مَن صمد؟ ومَن انحنى؟
مَن بقي على العهد؟ ومَن باع صوته في سوق الضعف والخذلان؟
ما جرى اليوم لم يكن مشهدًا تربويًا…
بل اختبارًا أخلاقيًا حادًا، قاسيًا، كاشفًا.
نعم، فُتحت القاعات... لكنها لم تفتح للعلم، بل للاستسلام.
دخلها بعض المعلمين وقد دسّوا رؤوسهم في رمال الأعذار،
نسي هؤلاء أن العذر لا يُبرر الخيانة،
وأن من يُضيّع الصف اليوم، سيفقد الاحترام غدًا، ولن يسترده أبدًا.
المراقب المقهور… نعذره،
والمتعاقد المُجبر… نُقدّره،
أما المعلم الثابت الذي خانه زميله في عزّ المعركة… فلن ينسى، ولن يغفر.
اليوم، انكشفت النوايا، وسقطت الشعارات المزيفة.
من وقف، وقف لأجل وطن،
ومن جلس، جلس لأجل مصلحة مؤقتة، لن تشتري له احترام تلميذ واحد.
أيها المعلم… اخترتَ قاعة الامتحان؟
فليكن. لكن اعلم أن التاريخ لا يوزع شهادات مرور.
هو يكتب بالأفعال، لا بالأسطر.
وسيكتب أن هناك من انكسروا على عتبة منصب، أو راتب، أو وهم.
أما الشرفاء، فقد سجلوا أسماءهم بحبرٍ لا يجف:
صمدوا، جاعوا، صرخوا، لكنهم ما خانوا.
اليوم... لم يكن انتصارًا للوزارة،
بل انكشافًا لجراح التعليم،
وسقوطًا مدويًا لبعض من كنا نعدّهم سيف الإضراب… فإذا هم خنجره.