ماذا عن التحول الحرج في الجنوب ؟
بقلم: الخضر البرهمي
الدرس الذي يجب أن يتعلمه ويحفظه شعب الجنوب عن ظهر قلب هو أن أي رئيس حكومة قادم سوف يعمل وفقاً وارشادات وتوجيهات المخرج ، لاتكمن عملية الإصلاح في الجنوب بتغير وزير بآخر المسألة اكبر مما نتصور والتقسيم كان واضحاً أشد الوضوح ، فلا وزير جديد يغير من حالنا ولاقديم يفرش لنا الأرض وردا ، وبالتالي يجب علينا فتح كل النوافذ لتجديد الهواء الآسن دون خوف أو وجل فإذا لم نكن قادرين على ذلك فعلينا كتابة وصايانا قبل أن نرحل ويرحل آرثنا وكل ماحصدناه مع هبوب الرياح ، من ثم يكتبه التاريخ عبرة مع لعنة قوم لوط وسذاجة الهنود الحمر !
إذا كانت أقنعة التسلط الشمالي تستدعي ضرورة كشفها لبيان ماتخبئه من إستعلاء ووطنية مزيفة فإن التعصب الجنوبي قد وافق مؤخراً على الشراكة والعمل بقناع زائف يهدد شعب الجنوب ويضعه في تحول حرج !
وقد لوحظ هذا من خلال العلاقات الدبلوماسية المُفتعلة تجاه أبناء الجنوب حين ظهرت قيادات وعُقال ومشائخ أبو نصف عمامة مستوردين هؤلاء لايريدون الإصلاح همهم كيفية الإسترزاق وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء مستفيدين من ذلك التمزق وتلك الانقسامات التي تمخضت وولدت نكسة مؤلمة أصابة أبناء الجنوب في الصميم !
ضف إلى ذلك إنعدام الثقة بين النخب والتيارات والمكونات والاحزاب السياسية جزء من هذا التحول الحرج ، الذي أدى إلى فوضى وصراع نحو العنف استبدل السلام بالحرب والماء بالخمر من دون وعي بحثاً عن معادلة صفرية ملوثة بالاحقاد والدم بين أبناء القطر الواحد ، وماحدث في حضرموت آخر الأيام دليل واضح وشاهد على هذا التحول !
لقد علقنا اسباب الوضع الحرج في الجنوب على عدد من المشاجب وسقنا له العديد من المبررات المتاحة وفق معطيات يعرفها الجميع ، فإذا لم نلق الآن في الماء الراكد بكل حجر تصل إليها أيدينا ونفصح بجلاء عن الأزمة التي وصلت آخر مراحلها وأصبحت مرحلة رعب تهدد كل الشرفاء الذين شجتهم الاحزان على هذا الوطن ، والزمن يجري ويظنون أنهم في امان من تحقيق آمالهم دون جدوى ، وبعد فوات الآوان سيقولون سلاماً على الماضي دون وداع !
تحول حرج في كل الخدمات في الجنوب وخاصة في محافظة عدن المحروسة ، فإذا كانت كهرباء الريف هي الأساس في انتصار الشيوعية في رأي لينين فإن الاعتماد على توفير الماء والغذاء في كل مدن ونواحي المانيا كان من أساسيات انتصار النازية في رأي هتلر ، ونحن في الجنوب ماهو الرأي الصائب والأنسب لانتصار الشعب في رأي الرئيس !