غباء وصلف الحوثيين يدمر ما تبقى من بنية اليمن التحتية
إسرائيل عدو أيديولوجي لنا كيمنيين وعرب ومسلمين، حقيقة راسخة ندركها جميعًا. والقضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين قاطبة، ولا يمكن تحقيق النصر لها في ظل التشرذم والوهن الذي يعصف بالوطن العربي. لا سبيل أمامنا للانتصار لفلسطين إلا بتوحيد كافة الجهود العربية في شتى المجالات. أما أن تقوم جماعة تفتقر إلى أبسط قواعد السياسة بتنفيذ أجندة خارجية، وتعلن حربًا غير متكافئة بكل المقاييس على أمريكا، أقوى دولة في العالم، وإسرائيل، تحت يافطة نصرة غزة، فهذا يمثل قمة الغباء والاستهتار وعدم الاكتراث بتدمير ما تبقى من بنية البلاد التحتية.
يسعى الحوثيون من خلال هذه الحرب إلى القضاء على ما تبقى من مقومات البنية التحتية لليمن، خدمةً لأهداف خارجية لا علاقة لنا بها كيمنيين. فكل ما في الأمر هو نقل الصراع الأمريكي الإسرائيلي الإيراني إلى أراضينا، والخاسر الأوحد في هذه المعركة هو الشعب اليمني.
وعندما نصف هذه الحرب بأنها غير متكافئة، فلنقم بحسابها معًا: عندما تطلق ميليشيات الحوثي الصواريخ المجنحة الفرط صوتية والطائرات المسيرة بالمئات نحو الأراضي الإسرائيلية أو البوارج الأمريكية، هل سمعتم أو شاهدتم إصابات مؤثرة لأهداف في إسرائيل أو على البوارج الأمريكية؟ لم نسمع سوى البيانات المتلاحقة التي يطلقها سريع بين اللحظة والأخرى، ولكننا لم نر أو نسمع عن أي إصابات حقيقية تذكر، باستثناء الصاروخ الوحيد الذي أصاب مطار بن غوريون.
وتشير في هذا السياق كافة تصريحات وتحليلات المحللين العسكريين والسياسيين إلى أن هذا الصاروخ قد تُرك ليسقط في المطار برغبة صهيونية أمريكية، كذريعة قوية لضرب وتدمير كافة المنشآت والمؤسسات اليمنية بحجة الرد على "اعتداءات" و"هراءات" الحوثي. ولكن الفارق شاسع في حجم الدمار الذي تخلفه الأسلحة الإسرائيلية الأمريكية مقارنة بما تخلفه الأسلحة الحوثية، فالصاروخ الذي أحدث حفرة في مطار غوريون لا مجال لمقارنته بحجم الدمار الهائل الذي لحق باليمن. وكل "الانتصارات" المعلن عنها في بيانات الناطق الرسمي لجماعة الحوثي، يحيى سريع، هي انتصارات وهمية وافتراضية لا وجود لها على أرض الواقع.
وحصيلة الخسائر التي لحقت بالوطن لا تُعد ولا تُحصى: فقد ضُرب مطار صنعاء ودُمّر تدميرًا كاملاً وخرج عن الخدمة، وكذلك دُمّر ميناء الحديدة وميناء رأس عيسى، وتدمير مصنع اسمنت عمران تدميرًا كاملاً، وهناك الكثير والكثير من المنشآت الحيوية التي دُمّرت، وما خفي كان أعظم.
خلاصة القول: إن هذه الجماعة جماعة معتوهة لا تفقه من السياسة شيئًا سوى حماقات غير مسؤولة خلّفت وراءها دمارًا هائلاً للوطن في جميع النواحي، وتسعى لإعادتنا إلى الوراء مئات السنين. وينبغي على جميع القوى السياسية وجميع اليمنيين بكافة أطيافهم السياسية والحزبية الاصطفاف تحت مظلة الشرعية للقضاء على هذه الجماعة الإرهابية وإنقاذ ما تبقى من الوطن.