وامقبلة وابنت مقبلاني ردي الرمق وأندي لنا الزوماني

قصة شعبية جميلة ومليئة بالحيلة والذكاء الشعبي.

قصة البتول ومالك الخروف  
رواية عن أبي محمد سالم الصوفي عن جده

في يوم من الأيام، حكى لي أبي محمد سالم الصوفي قصةً شعبية عن ذكاء وفطنة فلاح بسيط يُدعى  البتول.

يحكى أن البتول قام ذات ليلة بسرقة خروف من أحد الرعاة. وعند بزوغ الصباح، أمر زوجته أن *تطبخ الخروف* وتلحق به إلى المزرعة حيث كان يعمل بالحراثة خلف ثورين يجرّان النبال أو المخرش.

وبينما البتول يواصل شقاءه في الأرض، ظهر راعي الخروف المفقود جالسًا فوق "الصوم" – وهو مرد ماء المزرعة. كان الراعي يبحث عن خروفه الضائع، يشرب التنباك (التتن) ويتطيّب برائحة الريحان وعلى عمامته مشقر من الريحان

وفي تلك اللحظة، رآى البتول زوجته مقبلة نحوه، تحمل الصبوح فوق رأسها – وكانت قد أعدت له اللحم والمرق كما أمرها.

أدرك البتول خطر افتضاح أمره، ففكر بحيلة ذكية لإعادة زوجته دون أن يثير الشكوك. فجعل يواصل الحرث بالذمد اي الثورين وينشد أبياتًا شعرية بطريقة رمزية:

قال البتول ينادي زوجته:

وامقبلة وابنت مقبلاني  
رُدّي الرمق وأندي لنا زوماني  
راعي الرمق جالس على الصوماني  
يشرب تتن ومشقره ريحاني  
إن كان فهمتي كان مهرك ثاني  
مهرك مائة زائد على النسواني

فهمت زوجته الإشارة الذكية التي أرسلها عبر الأبيات: أن صاحب الخروف موجود ويجب عليها ألا تفضحهم.  
فعادت مسرعة، واستبدلت الطعام، فجلبت له الزوم (الحقين) بدلًا من 
اللحم والمرق.

ولو أن الراعي فطن وفهم ماحدث للكلمات من تقديم وتأخير الحروف مثل "الرمق" التي قصد بها المرق، لكان بإمكانه أن يأخذ الثورين عوضًا عن خروفه المسروق

العبرة من القصة:
ذكاء البسطاء في التعامل مع المواقف الحرجة بحكمة وحيلة وحفظ ماء الوجه من الفضيحة، واحترافهم اللعب بالكلمات الرمزية

  ملاحظة:
البتول: الفلاح الذي يعمل خلف الثورين.
اندي: احملي أو جيبي.
الزوماني: الحقين.
الصوماني: سد المياه.
تتن: التنباك أو التبغ الشعبي.
الريحان : رائحة الطيب