الإمام الشافعي وكهرباء عدن

/بقلم: أبو زين ناصر الوليدي

أرسل إلي هذا اليوم أحد الأصدقاء المقيمين في قطر بحثا علمياً كي أراجعه قبل أن ينشره، وبلطفه ألح علي أن أستعجل النظر في هذا البحث لأنه يحتاج نشره بسرعة للحاجة إليه.
كانت الكهرباء طافية، والحر خانق، وشبكة بيانات الجوال تجي وتروح، مع الجو العام البئيس في هذه البلاد، ومتطلبات الحياة، والوضع العالمي المحتقن ووو.
هنا وجدت عقلي يكاد يتوقف عن التفكير، وقلمي يتعثر عن التحبير، وقلبي مضطرب عن التدبير، ويعز علي أن أعتذر لهذا الصديق النحرير .
فكتبت إليه: يا صديقي الجميل: يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه : (لا تستشر من ليس في بيته دقيق) 
لأن عقله مشتت وفكره مثقل 
وأنا أقيس على ذلك من ليس في بيته كهرباء ولا نت، والحر يكاد أن يذبحه، دع عنك موضوع الدقيق وأخواتها فلأهل اليمن معها قصة حزينة. 
ففي هذا الحر، وانقطاع الكهرباء، واختفاء النت وظهوره الذي يشبه ظهور المسؤول اليمني في بلاده، فإني أعتذر إليك عن النظر فيما كتبت. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان) فكيف ونحن تدافعنا الخبائث من كل مكان. والعلماء يقررون أن القاضي لا يقضي وهو غضبان أو حاقن أو جائع ( أو والكهرباء طافية والحر شديد)
وعلى ذكر الصلاة فمساجدنا التي نصلي فيها تفوح منها رائحة العرق، والجباه التي تسجد يتقاطر منها العرق، فلا يسلم الإمام حتى نتدافع إلى الباب كما يتدافع الهاربون من الحريق، حتى أن الواحد منا يقول ليت أجدادنا خرجوا من هذه البلاد مع من خرج منها من الغساسنة والمناذرة والأوس والخزرج، أو في موكب الملكة بلقيس، أو موكب توكل كرمان، أو مع الهاربين إلى الرياض وأبو ظبي والقاهرة وصلالة ...
آآح آآح وكأن هذه الجغرافيا كتب عليها الحر والعناء وفساد الولاة ( فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق)
والله إني أكتب هذه السطور وأسمع صوت الجهاز ( طيط.. طيط.. طيط).

اللهم إنا نشكو إليك فساد مسؤولينا وظلمهم وقلة مبالاتهم وجلوسهم في الفنادق خارج البلاد يرتعون في خيراتنا هم وعائلاتهم وأولادهم ونحن نعاني ما تعلمه يا رب العالمين.
اللهم ول علينا خيارنا وانتقم ممن كان السبب في معاناتنا وفرج عنا فرجا قريبا عاجلاً إنك بعبادك لطيف خبير رحيم.
..
المهم طحس بحث الصديق النحرير ????
.