نكران الجميل خيانة للشرف والأمانة
يقال في المثل الشعبي"نكران الجميل خيانة للشرف والأمانة"، وهو مثل تختزله حكمة مريرة تُقال حين يُقابل المعروف بالجحود، والإحسان بالنكران، وهذا ما نراه اليوم جلياً عند بعض الحاقدين في مدينة تعز، حيث تُبذل الجهود ويُسهر الليالي، ثم تُقابل بالسخرية والافتراء.
لقد كان للعميد طارق محمد عبدالله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية، ورئيس مكتبها السياسي، دور محوري وفاعل في تقديم خدمات تنموية ومساعدات إنسانية ملموسة لأبناء وسكان مدينة تعز. هذه الخدمات لم تكن شعارات جوفاء، بل مشاريع على الأرض، تبدأ بشق الطرق في المناطق الجبلية الوعرة مثل طريق الكدحة، الذي ساهم في كسر حصار وعزلة المدينة، وتمر بمشاريع المياه التي أعادت الحياة للمديريات والقرى والأحياء التى كانت تعاني العطش، ولا تنتهي عند المبادرات الطبية والإنسانية التي لا تُعد ولا تُحصى.
أخر هذه الجهود تمثلت في تقديم ما يقارب من ثلاثين ألف سلة غذائية عبر خلية الأعمال الإنسانية، خُصصت للمعلمين في المدارس الحكومية، والمعاهد الفنية والمهنية والتقنية، وجامعة تعز، وهي خطوة غير مسبوقة لدعم قطاع التعليم، وتقديراً لصمود المعلمين في وجه الظروف الاقتصادية المتردية.
لكن، وللأسف، لم تسلم هذه المبادرات من ألسنة المأزومين وأصحاب الأجندات الضيقة، الذين بدلاً من شكر من يسعى لتخفيف معاناة الناس، انبروا يتهكمون على المبادرة وعلى الشعارات وعلى الداعمين، وعلى السلة الغذائية ومكوناتها، ويشككون في النوايا، وكأنهم يفضلون بقاء المعلمين جوعى ومهمشين على أن يُحسب هذا الإنجاز لغيرهم.
إن انتقاد الخير وتحقير الفعل النبيل لا يُنقص من قدر من قدمه، بل يكشف معدن من ينكرونه. فنكران الجميل من شيم اللئيم، ولأن هذه المساعدات ليست من باب المنّة، بل من باب الواجب الوطني والإنساني، فإن العميد طارق صالح مستمر في عطائه، مدفوعاً بإيمانه بواجباته تجاه مدينة تعز وكل مناطق اليمن المحررة، لا بمن يصفق له أو يشتمه.
ختاماً، لا عجب أن يضيع الجميل في بطون الحمير، فمثل هؤلاء الحاقدون والجاحدون لا يرون إلا ما تشتهيه غرائزهم، ولا يسمعون إلا ما يعكر صفو حقدهم، أما الناس الواعون، وهم الاغلبية الساحقة من أبناء المدينة الحالمة بمختلف انتمائتهم وتوجهاتهم السياسية والاجتماعية فيرون الجهود، ويقدرونها، ويدركون أن اليد التي تبني وتُطعم وتُسعف، هي أصدق من ألف لسان يُتقن النعيق والتشويه. ولذلك نقول لهؤلاء المازومين الذين لا يمثلون الا أنفسهم إن من يشوه النور لا يزيده إلا سطوعاً، وأن الخير باقٍ رغم أنف المتطاولين والحاقدين.