حرب خدمية وفساد ممنهج.. من يجرؤ على محاسبة الفاسدين؟
في زمن تتسابق فيه الشعوب نحو التقدم والتحسين المستدام في مستوى المعيشة والخدمات في بلدانهم ، يعيش الجنوب للأسف الشديد واقعاً مأساوياً عنوانه "القهر والتجويع والحرمان"، حرب خدمية وفساد ممنهج يستهدف الجنوب بسياسات يقودها المجلس الرئاسي، وحكومة ذل لم تعرف من المسؤولية سوى الشعارات الجوفاء والمماطلة.
لقد تحولت الخدمات الأساسية في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب إلى أدوات حرب قذرة تُستخدم لمعاقبة شعب بأكمله، فقط لأنه طالب بحقوقه وكرامته وحريته وأهدافه المنشودة . كهرباء مقطوعة، ومرضى يموتون على أبواب المستشفيات، وأطفال يذبلون في العتمة، وأسر لا تجد قوت يومها، بينما تُنهب المليارات من ثرواتنا وخيارات بلادنا وتذهب لجيوب الفاسدين..!
ليس فشلاً عادياً، بل فساد مبرمج، وعداء واضح للجنوب وشعبه، من قوى ترفض أن ترى هذا الشعب حراً كريماً. هؤلاء الذين قبلنا بهم ضيوفاً في العاصمة عدن، باتوا اليوم يتنكرون لكل جميل، ويساهمون في تعميق الجراح التي لا تندمل والثورة القوية للحسم واستعادة الشعب حقوقه، مع عدم معالجة الأوضاع واستمرارهم بصمتهم المريب في المجلس الرئاسي والحكومة التي فقدت شرعيتها الأخلاقية والإنسانية، قبل أن تفقدها سياسياً وشعبياً والذي أصبحت فارقة .!
هل يعلموا أو لتذكيرهم بأن التاريخ لن يرحم أحداً، وأن اليوم دنيا وغداً آخرة. فليتذكر كل من يقف وراء هذا الخراب والحرب الظالمه أنه سيقف يوماً بين يدي الله، فلن تنفع احد لا المناصب ولا الأموال ولا يدوم لأحد منكم الا سمعته الطيبة والعمل الجاد والمخلص . الجنوب اليوم يُعاقب لأنه طالب بحقه، يدفعون الجنوبيين الثمن من دم أبنائهم وحياة أطفالهم..
فإلى متى يستمر هذا التجاهل لمطالب وحقوق الجنوب المشروعة، وهل يجرؤ على محاسبة الفاسدين اليوم .!
أن منابر الإعلام الجنوبية تقع عليهم مسؤولية شرف وواجب كل الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين انتم مطالبين اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تكونوا صوت الناس لا صدى للفاسدين، أن تقفوا مع المظلوم لا الظالم، ومع الحق لا التزلف والباطل. انقلوا معاناة وهموم شعبكم وليسمع صوتنا ومطالبنا السلمية العالم،
إن الجنوب اليوم يعيش في منعطف خطير ومرحلة مفصلية والذي نكون فيها أو لا .! جراء هذا الحصار والحرب العبثية والفساد الممنهج، أن المرأة الجنوبية خرجت يوم أمس في ساحة العروض بالعاصمة عدن بكل شموخ بوجه الفساد الممنهج، ومن قبلها تصعيد وانتفاضة نقابات الجنوب، والصمت لم يعد خياراً، وما هو قادم لن يكون سلاماً عل من خذلوا الجنوب وعاصمته أو وقفوا متفرجين على معاناته، كل من خان الأمانة.. لن يُغفر له، فالتاريخ يسجل، والشعب يرى، والله فوق الجميع، عدالته سبحانه وذنوبكم ستهلككم.
تحياتي لمن يستوعب. ولن يضيع حق وراءه مطالب ودفعنا لأجله ثمناً مكلفاً تضحيات جسيمة ولكنها إرادة، وأن كفاحنا في الجنوب مستمر حتى النصر واستعادة حقوقنا وحريتنا وكرامتنا، وما يصح الا الصحيح ..!