إيران تدعم اليمن بشحنات الموت وأدوات الخراب والدمار
منذ تدخل إيران في الشأن اليمني، لم يرَ الشعب اليمني منها سوى الخراب والدمار، فلم تقدم إيران أي مشروع تنموي أو خدمي أو إنساني يذكر لليمن، ولم تسهم بأي دعم إيجابي للموازنة العامة للدولة أو لبرامج إعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة بفعل الحرب. على العكس تماماً، اقتصر تدخلها على دعم الفوضى وتعزيز الانقسام عبر دعم مليشيات خارجة عن النظام والقانون بالسلاح والعتاد والتدريب.
طوال السنوات الماضية، لم تبنِ إيران حتى فصلاً دراسياً واحداً في أي مدرسة من مدارس الجمهورية اليمنية، ولم تشيّد مستشفى أو محطة كهرباء أو مشروع مياه واحد يستفيد منه المواطن اليمني. وبدلاً من ذلك، فتحت خطوط الإمداد العسكري التي أغرقت اليمن بشحنات الموت، بدءاً بالقناصات، ومروراً بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وانتهاءً بعشرات الملايين من الألغام الفردية والجماعية التي زرعت في الحقول والطرقات، وحصدت أرواح عشرات آلاف من الأبرياء، من الرجال والنساء والأطفال.
إن ما تقدمه إيران لليمن، اليوم هو نموذج صارخ للتدخل الهدّام، حيث لا تنمية ولا إعمار، بل تسليح وتجهيزات حربية تزرع الموت وتمنع أي أمل لإستعادة الأمن والاستقرار. وكانت آخر الشواهد على هذا الدور التخريبي ما أعلنته قوات البحرية التابعة للمقاومة الوطنية مؤخراً عن ضبط شحنة مهولة من المتفجرات تضم أكثر من 3 ملايين صاعق و3600 كيلوغرام من المتفجرات، كانت في طريقها لتأجيج العنف والمزيد من سفك الدم اليمني.
لقد أصبح واضحاً أن إيران لا ترى في اليمن سوى ساحة لتصفية حسابات إقليمية، ولا تنظر إلى اليمنيين إلا كوقود لحرب طويلة المدى تخدم أجندتها خارج الحدود. وعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن استمرار هذا النوع من الدعم التخريبي يُعد جريمة بحق السلام والإنسانية، ويستوجب موقفاً حازماً لوضع حد لهذا التدخل السافر.