الدكتور أمين العلياني... شخصية متعددة المواهب!!

سوف نحاول من خلال الأسطر الآتية على محدوديتها، التطرق لبعض الجوانب المضيئة من شخصية الدكتور أمين صالح أحمد العلياني، ذلك الأستاذ الألمعي، الذي جمعت شخصيته بين الأخلاق الفاضلة والسلوك الحسن وبين العلم والأدب والكفاءة الإدارية، أنه شخص غني عن التعريف، ولا نستطيع أن نوفي له حقه في أسطر معدودة، ولكننا سنكتفي بالإشارة الخاطفة إلى بعض سمات شخصيته المفعمة بالعلم والعمل والعطاء، إذ يتميز بالتواضع والصدق والإخلاص، وحب الخير للغير، لا يتوانى في خدمة الآخرين، وتقديم لهم النصح كلما تطلب ذلك، علاوة عن تميزه بالإبداع والنبوغ العلمي منذ طفولته المبكرة، فقد حجز لنفسه مقعدا في مقدمة الصفوف بين زملاء الدراسة، منذ التحاقه بسلم التعليم الأساسي، وحافظ على هذه المكانة العلمية المشرفة حتى تخرج من تعليمه الثانوي وبتفوق، ثم التحق بعدها بالتعليم الجامعي، في قسم اللغة العربية، فكان في طليعة المتميزين، حصد درجة البكالوريوس بامتياز، ليصار معلما في إحدى مدارس التعليم الثانوي بمديرية حالمين، فكان من أبرع المعلمين علما وإخلاقا والتزاما بالعمل بشهادة زملائه وطلابه، كما اُنتدب للتدريس في كلية التربية ردفان لعدد من السنوات، ترأس خلالها قسم اللغة العربية بالكلية، وقد أُتيحت له الفرصة لمواصلة الدراسة العليا، فالتحق في برنامج الماجستير بجامعة عدن، حيث برز في دراسته بشكل واضح، وتخرج من الماجستير بأعلى معدل علمي، حيث كانت هناك أهمية تذكر لنتائج الدراسة العلمية التي توصل إليها، من خلال تناوله لواحدة من قضايا الشعر التي أخذت عنوان: (الطبيعة في دراسة ابن خفاجة الأندلسي)، بعدها تقدم لامتحان القبول لدراسة الدكتوراه، وقد تحصل على المعدل الأعلى بين المتقدمين للامتحان، وهكذا واصل دراسته في برنامج الدكتوراه، ليتخرج منه بامتياز، وقد خصص بحثه العلمي لتناول: (البنية الدرامية في شعر الجنوب الحديث)، ونظرا لقيمة محتوى البحث، فقد أوصت اللجنة العلمية المشكلة لتقييمه، بضرورة طباعة البحث وتداوله على نطاق واسع.

انتقل الدكتور أمين إلى كلية التربية صبر وذلك في العام ٢٠١٦م، وقد عُين نائبا للعميد لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي، إلى جانب أداءه الأكاديمي، من خلال التدريس في قسم اللغة العربية بكلية التربية صبر، فكان نموذجا في تفانيه وأداءه الأكاديمي، كما مثل وجوده نائبا للعميد إضافة نوعية للكلية ورافدا قويا لها، فقد تمكن بجهود ذاتية من متابعة وافتتاح عدد من الأقسام العلمية في برنامج الماجستير وصلت إلى ٩ أقسام.

للدكتور أمين العلياني نشاطات وإسهامات أدبية تتنوع من خلال كتابته للقصيدة الشعرية والقصة والرواية، كما له نشاط إعلامي، حيث يُعد عضوا في نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، وله كتابات سياسية وفكرية من خلال تناولاته لقضايا سياسية داخلية وخارجية، خصوصا ما يتعلق منها بالشأن الجنوبي واستحقاقاته المختلفة خلال المرحلة المقبلة، وتطرقه لقضايا الفكر بتنوعها، ومشاركاته في عدد من الندوات وورش العمل والمؤتمرات، حيث تلقى كتاباته وأطروحاته رواجا وقبولا لدى المتلقين والقراء والنقاد، نظرا لعمقها وموضوعيتها، كما يتميز الدكتور أمين بالحصافة والقدرة على الإقناع والتأثير على الآخر، لثقافته وسعة معرفته، وعلاقاته المتميزة.

إلى ذلك يُعد الدكتور أمين من أول الناشطين في الثورة الجنوبية التحررية، من خلال عضويته المبكرة في الحراك الجنوبي، ومشاركاته الفاعلة في مختلف الفعاليات السياسية والثقافية التي شهدها الجنوب، وقد لعب دورا مهما في تعبئة الجماهير في إطار الثورة السلمية، وهو اليوم من أهم انصار ومؤيدي المجلس الانتقالي والداعيين لاستعادة الدولة الجنوبية. 
يوجد للدكتور أمين عدد من المؤلفات العلمية والأدبية، شكلت رافدا علميا وثقافيا للمكتبة المحلية، ومرجع مهم للباحثين والدارسين.
رُشح الدكتور أمين العلياني لأكثر من مرة لتولي ملحق ثقافي، ولكن لحسابات سياسية ضيقة تم استبعاده.
تعرض الدكتور أمين إلى محاولات إقصاء ممنهجة، بغرض منعه من تولي بعض الوظائف الإدارية في إطار جامعة لحج، وفقا لحسابات لا تمت بصلة للعدالة والموضوعية.
نتمنى من الجهات ذات الاختصاص في إطار محافظة لحح، النظر إلى المكانة التي يمثلها هذا الكادر العلمي والإداري، والاهتمام به والاستفادة من جهوده وخبراته، في المجالات العلمية والثقافية.