أزمة الجنوب بين فشل الخدمات وتحديات قيادته.. دعوة للمصارحة والتصحيح

في ظل الأوضاع المتدهورة التي تمر بها العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب، من انعدام في الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء، وإغلاق المدارس، وتوقف الرواتب، وانهيار العملة المحلية، أصبح المواطن الجنوبي يواجه معاناة لا تطاق وظروفاً قاسية تهدد كرامته وحقوقه في الحياة الكريمة، ظروفا لم يسبق ان مر بها شعب الجنوب على مر التاريخ.

إننا نؤكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي، كمشروع وطني، هو أمل شعب الجنوب في استعادة دولته وبناء مستقبلا يليق بتضحياته، ولا يمثل فقط مجموعة من القيادات، بل هو تجسيد لإرادة شعب بأكمله قدّم قوافل الشهداء من أجل التحرير والاستقلال.

وعليه، فإن كل قصور أو تقاعس من قبل بعض قيادات المجلس لا يُعبّر عن مشروع الانتقالي، بل يعبر عن تلك الشخصيات التي باتت بحاجة إلى مراجعة الأخطاء والاستفادة منها في تصحيح المسار.
إن الشراكة مع أطراف السلطة الفاشلة والشرعية التي هي أصل البلاء في الجنوب، دون تحقيق أي تحسن في أوضاع الناس، لا يمكن تبريرها، كما أن الصمت تجاه معاناة المواطن أمر غير مقبول.

نطالب قيادة المجلس أن تكون على قدر المسؤولية، وأن تعيد تصحيح مسارها بما يتوافق مع تطلعات الشارع الجنوبي، فالصبر بلغ منتهاه، ولا مكان اليوم لمن لا يحمل همّ المواطن ولا يدافع عن حقوقه بصدق ووضوح.

الانتقالي هو نحن، هو الشعب، والقيادة التي تخذل هذا الشعب لا تمثّله.

الجنوب باقٍ... والمشروع الجنوبي مستمر، وسنبقى أوفياء لقضيتنا حتى يتحقق النصر وتُقام الدولة الجنوبية الحرة المستقلة.