خنساء الامة والعصر
ضربت الام الفلسطينية مثلاّ حاتمياً في الكرم والجود وصبراً وجلداً خنساوياً في التضحية واحتساب الاجر فهي خنساء الامة والعصر و مدرسة البذل والسخاء والصببر
على مر عقود من الزمن نذرت الام الفلسطينية اغلى ما تملكه في هذه الكون فلذات الاكباد من الابناء ليكونوا مشروع شهادة في سبيل الدفاع عن الوطن وتحرير الارض من الاحتلال الصهيوني المغتصب للارض العربية الفلسطينية
ارتبطت الام الفلسطينية بالوطن والارض لتنشئ جيلاً متشبث بها كاشجار االزيتون الممتدة جذورها في اعماق الارض تقاوم جبروت وصلابة ذلك المحتل الغاشم الذي حاول مراراً وتكراراً اقتلاعها ونفيها من ارضها ووطنها المسلوب وطمس هويتها
خنساء غزة بل خنساء الامة والعصر الدكتورة آلاء النجار والتي فقدت ابناءها التسعة بعد غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بيتها ما هي الإ مثال حي للصبر والجلد والسخاء والبذل للام الفلسطينية المكافحة
فالدكتورة آلاء النجار رغم ضراوة الحرب الإسرائيلية والحصار المطبق على غزة كانت مثال للام الصابرة المكافحة والمقاومة فلم تتوانى في اداء واجبها تجاه ابنائها وزوجها ووطنها
مع كل يوم تتعالى اصوات الانفجارات ليلاً ونهاراً مدوياً صداها كل ارجاء غزة ويستفيق أهلها على انقاض مبانيها وأشلاء اهلها ودمائهم التي تروي تراب فلسطين كل يوم
مع كل تلك المشاهد المروعة اليومية في غزة ومع كل صباح تقوم الدكتورة الأم آلاء النجار بواجبها المنزلي كام فلسطينية في تربية وتنشئة أبنائها وتذهب إلى عملها في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي لتقوم بواحبها كطبيبة تداوي جراح ضحايا قصف الطيران والصواريخ الصهيونية
لم يدر بخلد خنساء غزة الدكتورة آلاء النجار أن اطفالها الذين تركتهم في منزلها قبيل برهة من الزمن سيكونون مأساتها وفاجعتها وان تلك الأشلاء والجثامين المتفحمة التي ألفتها واعتادت رؤيتها ومشاهدتها يومياً هم اطفالها التسعة الذين استشهدوا في غارة إسرائيلية على منزلها في خان يونس لتكن فاجعتها كبيرة وعظيمة
فاي قلب تحمله تلك الام لتتحمل هول هذا الألم والقهر وهذه الفاجعة وهذا المصاب الجلل إلا قلب الام الفلسطينية الصابرة المحتسبة خنساء الامة والعصر
نسأل الله ان يعصم قلب خنساء غزةالدكتورة آلاء النجار بالصبر ويعظم لها الأجر ويعوضها وغزة واهلها خيراًويعجل لهم النصر
ونسال الله لامتنا العربية والإسلامية وانظمتها وجيوشها ان تستفيق من غفلتها و خنوسها و انبطاحها وخنوعها لتنصر غزة وفلسطين واهلها