الشاعر علي عباد وحمامة العيد ،،،
متألق دائماً شاعرنا المفوَّه ( علي عباد ) المنحدر من محافظة أبين/ مديرية الوضيع ، ومعروف بقصائده الساخرة ، والمعبَّرة عن معاناة المواطنين ، ووصف حالة البؤس ، والشقاء التي تعصف بحياتهم .
قبل كم يوم دلف شاعرنا سوق الغنم كي يشتري أضحية العيد ..
وما أن وطئت قدماه السوق ، ورأت عيناه الأضاحي المعروضة ذات الأشكال ، والألوان ، والأحجام التي تسر الناظرين ..إذ به يتقدم ( واثق الخطوة يمشي ملكاً ) فسلٌَم على شاب- واقفاً - وبيده كبش أملح ، ممتلأ الجسم ، زاهي اللون ، جميل المنظر ، ممتشق القامة ..
ثم سأله عن قيمته ...فإذا بها تناطح السماء!!!
فعاد شاعرنا القهقرى ، وضرب كفاً بكف ، ولممل خيبته ، وأخفى حزنه ،وحبس دموع القهر !!!!
وأعلن وبصوت عالِِ قائلاً :
لا حاجة لي بأضاحيكم .... سنضحِّي هذا العام بحمامة بدلاً عن الكبش !!!
وبالفعل غادر سوق الغنم يجرُّ ذيل الخذلان ، وذهب سوق الحمام واشترى حمامة ليسقبل بها عيد الأضحى المبارك !!!
وبينما هو عائد إلى منزله ليدخل فرحة العيد إلى أولاده ، وقد احتضن أضحيته النفيسة ( معذرة ) ( حمامته النفيسة ) احتضنها بكلتي يديه ....ودار بينه وبين تلك الحمامة الحوار التالي:
نحن اشترينا حمامة من الحمام الملاحِ .
وسعرها سعرغالي وسعرها
بالسياحي
والآن شفها مقيد بأرجيلها والجناحِ .
وبانضحي بها في العيد يوم الأضاحي
ودار بيني وما بين الحمامة صياحِ .
قالت أرجوك وأترجاك تطلق سراحي.
باروح شبوة ويافع بازور كل النواحي.
خاف أنهم يطلقوني من قبل يأتي ذباحي
قلت والله لا فككِ ولا أعطي سماحِ .
قالت اسكن بعقلك خليك عاقل وصاحي
نحن حمام السلام لسنا كباش الأضاحي
وسات ضحكة ولعبة ليَّه وسوَّت مزاحي.
وبعد طارت عليَّ وفي مهب الرياحِ .
فقلت بعدك ، وبعدك بالقنبلة والسلاحِ.
أنتِ أساس القضية ×××
وأنت الفشل والنجاحِ .
ويبدو أنَّ شاعرنا منحوس ..
لا طال بلح الشام ولا عنب اليمن .
حُرِمَ من حمامة العيد ، كما حُرِمَ من كباش العيد.
فلك الله أيها الشاعر الفيلسوف ...
فلإن طارت حمامتك...
فلقد طارت أحلامنا ، وطارت آمالنا ، وطارت كل تطلعاتنا !!
طارت حمامتك..
وطارت معها طموحات الشباب ...
فتركوا مقاعد الدراسة ، وهرعوا مسرعين يلهثون وراء ( الألف السعودي المنحوس) وحبوب المخدرات !!!
طارت حمامتك ..
وطارت معها ثرواتنا ، وطارت موانئنا، وجزرنا ، وشواطئنا !!
طارت حمامتك...
وطارت معها وطنيتنا ، وسيادتنا ، وهويتنا .
طارت حمامتك...
وطارت معها ضمائر مسؤولينا ،وغادرت حدود الإنسانية .
طارت حمامتك ..
وطارت معها خدماتنا ، وطار تعليم أجيالنا ، وطارت معها قيمنا ، ومبادئنا !!
طارت حمامتك ، وربما تعود ..
لكن مسؤولينا طاروا إلى الفنادق الفخمة ورافضين
أن يعودوا !!!