العمر رقم لايعيق النجاح 

بقلم : حسين أحمد الكبدي

لقد اطلعتُ على العديد من السير الذاتية لروّاد الأعمال العالميين الذين نجحوا في تحقيق الثروة والتميز، وتُعدّ هذه القصص مصدر إلهام حقيقي لكل من يسعى إلى النجاح. فقد تمكّن أولئك الأفراد من تحدّي الصعاب وتجاوز العقبات، حتى بلغوا ما كانوا يصبون إليه، بفضل عزيمتهم وإصرارهم. لقد تنقّل كثير منهم منذ طفولتهم مرورًا بالشباب في أعمال شاقة فرضتها عليهم ظروف قاهرة. فبعضهم فقد الأب المعيل في سن مبكرة، وبعضهم اضطرته الظروف للعمل وهو لا يزال طفلًا. ومع ذلك، فقد مكّنهم الصبر والمثابرة من تحقيق أحلامهم في سن الخمسين أو بعدها. لم يكن ذلك عائقًا، بل أصبح دافعًا لأن يؤسّسوا كيانات اقتصادية عملاقة، ويحفروا أسماءهم بحروف من ذهب في سجلّات الأعمال الريادية الملهمة، متربّعين على قمم الإلهام في عالم ريادة الأعمال، تاركين بصماتهم المضيئة على صفحات الحياة الشخصية والمهنية على حد سواء.وفي هذه المقالة، أودّ لفت الانتباه إلى نقطة جوهرية: أن التقدّم في العمر، والظروف القاسية، وتقلبات الحياة، ليست عوائق حقيقية أمام تحقيق النجاح. قد تجد تكتشف نفسك بعد رحلة  عمرطويلة  أن بوصلتك معطّلة، وأنك لا تملك شهادة جامعية ولم تكمل دراستك بسبب ظروف خارجة عن إرادتك. لكن هذا لا يعني النهاية. استعن بالله، ثم بخبراتك  العملية وتاريخك،المهني وابدأ في التفكير خارج إطار المألوف. انطلق نحو تحقيق النجاح في حياتك المهنية دون تردّد. فريادة الأعمال لا يعوقها العمر، بل قد تبدأ وانت في  أوج النضج العقلي  والفكري والتجربة العملية. الكثيرون ممن تجاوزوا الخمسين والستين عامًا حققوا أعظم الإنجازات والنجاحات بعد هذا العمر. ومن بين النماذج الملهمة التي أحب أن أذكرها:
سليمان الراجحي، رجل الأعمال العصامي ومؤسس مصرف الراجحي، الذي بدأ من الصفر وتدرّج في أعمال متعددة لدعم أسرته، حتى أصبح من أنجح رجال الأعمال في العالم الإسلامي.
سالم  بن محفوظ، مؤسس البنك الأهلي.
وغمر قاسم العيسائي، وعلي عبدالله العيسائي مؤسسي  شركة العيسائي.
وسالم بقشان موسس شركات بقشان العملاقة 
بن لادن، مؤسس شركة بن لاذن العالمية.
الكولونيل ساندرز، مؤسس سلسلة مطاعم KFC، والذي بدأ مشروعه بعد سن الـ65.
راي كروك، الذي جعل سلسلة "ماكدونالدز" عالمية بعد عمر ال 50  أريانا هافينغتون، التي أسّست "هاف بوست" في عمر 55 عامًا، ثم أطلقت منصة "ثرايف" لاحقًا، وقالت:"لقد كان لدي متسع من الوقت لأتعلّم من أخطائي، ولم أعد أؤمن بوهم استنزاف كامل طاقتي لإنجاح أي مشروع. والأهم من ذلك، أنني لم أعد أتأثر بالانتقادات المحبطة".
جوزيه ساراماغو، الروائي البرتغالي الحائز على جائزة نوبل، الذي وُلد لأبوين أميّين، وعاش في فقرٍ مدقع. بدأ حياته العملية كحدّاد وصانع أقفال، ولم يحصل على وظيفة مكتبية حتى سن الأربعين. طُرد مرارًا، ولم يتفرّغ للكتابة حتى سن الخمسين. وفي عمر الستين، أصدر روايته الأشهر بلتزار وبليموندا، وقال عن نفسه: كنتُ ميتًا( متوفي )  قبل سنّ الستين".
هذه النماذج تمثّل شهادة حية على أن النجاح لا يرتبط بعمر محدد. وأنت، ماذا تنتظر؟
هل لديك حلم تسعى لتحقيقه؟
هل تطمح إلى نجاح معين في حياتك؟
كلنا نحلم بالتألق والمضي قدمًا نحو مستقبل أفضل. ولكن ما هو السر السحري، أو المفتاح الحقيقي لريادة الأعمال؟ الإجابة ببساطة: الخبرة والتعلّم المستمر.
فكّر بعمق في نوع النجاح الذي تطمح إليه، وابحث عن المهارات التي تحتاجها، وابدأ بتعلّمها الآن. لا تنتظر الظروف المثالية، ولا تجعل السنّ مبرّرًا للتأجيل.لا  النجاح لا يعرف عمرًا.

30/5/2025