تهجير المهمشين من لودر الى زنجبار مأساة إنسانية لاتزال تنشد العدالة منذ ستة أعوام!
هم فئة مجتمعية تخلى عنهم الجميع ونبذهم المجتمع المضيف، أقاموا مخيمهم في أرض غرب مدينة لودر من الأحجار المتهالكة وقطع الصفيح لتسترهم من برودة شتاء المناطق الوسطى وأمطارها، ولسنوات طويلة في أرض قيل أنها مملوكة لسلاطين العواذل ليتم في مارس عام 2019م بيعها لأحد تجار الجلود ويدعى( الهارب )، ليبدأ فصل مأساوي كارثي لتلك الفئة،
كانت بدايتها على أيدي السلطة التنفيذية والمحلية في مديرية لودر والقوات الأمنية فيها، وإجبارهم بالقوة على ترك الأرض وباستخدام الشيولات وبحماية القوات الأمنية لهدم المخيم على رؤوسهم، ليصاب بعضهم بجروح وبطريقة بربرية شاع استخدامها ضد الفلسطينيين من قبل الإسرائيليين، لم تعط السلطة في مديرية لودر نفسها الوقت الكافي لإيجاد الحلول المناسبة لأكثر من ــ (مائة وخمسين أسرة) بل كانت الأطقم والمدرعات والشيولات لغة التخاطب لها.. وعندما وصل الأمر إلى محافظ محافظة أبين أمر بنقلهم لمدينة زنجبار ووجّه السلطة التنفيذية في مديرية زنجبار بإيجاد الحلول المناسبة،
وصرف معدات إيواء عاجلة لهم، ارتكب المحافظ خطأ فادح في نقلهم وكان الأفضل من المحافظ توجيه سلطة مديرية لودر بحل الإشكال حلاً عادلاً وبسرعة وحفظ كرامة تلك الفئة ومحاسبة المتسببين في إصابة وجرح بعضهم، وإحراق ممتلكاتهم، أعطى المحافظ السلطة في مديرية لودر صك الغفران من أي عقوبة بحق المهمشين القادمين من مدينة لودر، كلف المحافظ مدير عام مديرية زنجبار نبيل نمي والأمين العام غسان شيخ فرج لإيجاد مأوى للمهمشين مؤقتاً بعد أن افترش المهمشون وعوائلهم وأطفالهم الشارع العام أمام مبنى المحافظة القديم.
وكان مكتب الأشغال العامة م أبين هو المكان المتفق عليه سلطة المديرية، ليتم إدخالهم في مبنى الأشغال العامه، سعى بعض الخيرين من مدينة لودر وزنجبار لإقناع ( الهارب تاجر الجلود ) بتقديم مبلغ مالي لشراء قطعة أرض تقدر بحوالي عشرة فدان لإقامة مخيم للمهمشين في مديرية زنجبار، أبلغ التاجر الهارب محافظ محافظة أبين عن استعداده بدفع مبلغ الأرض كاملاً متى ما وفرتها السلطة في مديرية زنجبار،
بعدها تبدأ العنصرية ورفض وجودهم أو تسكينهم من المجتمع المضيف في ثلاثة أماكن مقترحة ومن شخصيات اجتماعية ومن ساكني المناطق الثلاث لا مجال لذكرهم،
( غرب منطقة الجول الشعبية ـــ منطقة السمة --- شرق حصن شداد )...فشلت السلطة المحلية في محافظة أبين ومديرية زنجبار أو أنها تعمدت الفشل في إيجاد أرض كحل ليقام عليها مخيم للمهمشين ،،
* أيعقل أن محافظة ومحافظ وهيئاتها المحلية والتنفيذية تفشل في إيجاد حل أو حلول ومنها أرض بمساحة تقدر بحوالي عشرة فدان؟؟؟
* وبعد مرور ست سنوات هل ( الهارب) تاجر الجلود ملتزم بدفع قيمة العشرة فدان بسعر الزمان والمكان ؟؟؟
ومازالت الفئة المجتمعية ( المهمشون ) تسكن إدارة الأشغال العامة في محافظة أبين إلى يومنا هذا من الزمان والمكان وفي وضع معيشي سيئ وغياب تام للخدمات...
جمال سنان علي صالح
زنجبار ــ الاثنين 2 يونيو ــ 2025م --