تعز.. تضحيات لا تنكسر

بقلم: سمير يحيى عبدالاله 

في مثل هذا اليوم، ثاني أيام عيد الأضحى المبارك من العام 1445هـ، أقدمت مليشيات الحوثي الإرهابية على استهداف موقع المطار القديم بقذائف الغدر، أثناء زيارة عيدية برفقة القائم بأعمال قائد محور تعز "آنذاك"، اللواء عبدالعزيز المجيدي، ووكيل المحافظة لشؤون الدفاع والأمن اللواء الركن عبدالكريم الصبري.

وخلال هذا الاعتداء الجبان، أُصبتُ في قدمي اليسرى، وكان إلى جواري ابني “يحيى” الذي نجا بفضل الله، كما أُصيب عدد من المرافقين.

ورغم الألم، فإن جراحنا تظل ضئيلة أمام التضحيات العظيمة التي قدّمها الشهداء الأبرار، الذين بذلوا أرواحهم فداءً للوطن، وأمام أولئك الأبطال المرابطين في مواقع الشرف، على قمم الجبال وفي خنادق القتال، يعملون بأبسط الإمكانيات، متشبثين بإيمانهم وواجبهم في حماية تعز وصون كرامتها.

ما حدث يومها لم يكن مجرد استهداف جسدي، بل كان تجسيدًا لمعاناة مستمرة تكابدها تعز الصامدة منذ سنوات، ودليلًا إضافيًا على حجم التضحيات التي يبذلها أبناؤها في مواجهة آلة الحرب والحصار والتجاهل.

إنها تضحيات خالدة، ستظل محفورة في ذاكرة الوطن، وشاهدة على مدينة لا تنكسر، ورجالٍ عقدوا العزم على المضي حتى يتحقق النصر وتُستعاد الكرامة.

تحية إجلال وإكبار لأرواح الشهداء الأبطال، ودعاءٌ صادق بالشفاء العاجل للجرحى، ولتبقَ تعز قلعةً شامخة للصمود، مهما طال ليل الألم، واشتدت المحن.