قراءة هادئة في طرح الدكتور المليكي
بقلم: حنان القاسم
الدكتور الفاضل محمد المليكي ..
قرأت كلماتك المؤلمة التي لا تنطق فقط بالحزن بل بالحقيقة المرة التي يعيشها كثير من الأكاديميين في وطنٍ يعاني من اختلال في القيم والموازين ومع ذلك أود أن أقول لك بكل محبة واحترام ياسيدي لم تكن مخطئا حين حفزت طلابك على طلب العلم ولم تكن مخدوعا حين آمنت بالمعرفة طريقا للنهضة ..
الخطأ إن صح التعبير لم يكن في الشهادة بل في أننا كأمة لم نواكب هذه الشهادات ببناء منظومة تقدر العقول وتستثمر فيها .. العالم اليوم لا يكتفي بشهادة جامعية بل يمزج بين العلم والمهارة بين الفكرة والتطبيق بين النظرية والعمل ..
وهذا ما غيب عنا قسراً أو غفلنا عنه طويلاً
الدكتور العزيز ما زلت أرى فيك قدوة لا لأنك نجحت في الوصول إلى درجة الدكتوراه بل لأنك امتلكت شجاعةالاعتراف وجرأة البوح وصدق المشاعر وهذه أيضاً شهادة من نوع آخر ، شهادة إنسانية تدرس ..
فليكن صوتك ناقوس تنبيه للأجيال القادمة أن يتعلموا، نعم ، ولكن أن لا يكتفوا بالشهادة أن يبنوا لأنفسهم أدوات أخرى تعينهم على الحياة ، مهارات ومواهب ومشاريع فالحياة لا تدار بالعلم وحده بل بالإرادة المرنة التي تتقن التحرك بين ما هو نظري وما هو واقعي ..
وإن كنت اليوم تقول إن صديقك الذي ترك مقاعد الدراسة أنقذك فاعلم أن هذا لا يبخسك بل يعيد ترتيب المفاهيم النجاح ليس فقط في الشهادات ولا فقط في التجارة .. النجاح الحقيقي في أن نكون نافعين لأنفسنا ولغيرنا مهما كان المسار
فلا تعتذر بل افتح لنا باباً جديداً للفهم أن نبني وعينا على التجربة ونعيد هيكلة طموحاتنا لتجمع بين العقل واليد بين الورقة والأداة بين الحلم والعمل
دمت علما نافعا وكلمة حية .