رحيل موجع بطعم الألم
بقلم: حسين باسليم
منذ ان علمت بالخبر المحزن، رحيل القامة الشعرية والادبية والاعلامية، الصديق العزيز فؤاد الحميري نائب وزير الاعلام الأسبق والكلمات لا تطاوعني في كتابة (رثاء) يليق بمكانة هذا الرجل الإنسان الذي رحل عنا إلى السماء باكرا.
قرأت، شاهدت واستمعت وتابعت الكثير مما نشر في وسائل الإعلام المختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي من مراث وكلمات قيلت عنه، وأعدت الاستماع الى عدد من قصائده وخطاباته بصوته واسلوبه الجميل المميز، وهو الامر الذي عمق في نفسي فداحة هذا الحزن لهذا الرحيل المبكر لقامة اتفقنا أو اختلفنا معها، قامة يصعب ملئ الفراغ الذي تركته فينا.
عملنا معا لفترة قصيرة عندما كان نائبا لوزير الاعلام وكنت حينها رئيسا لقطاع التلفزيون، واجدني - وانا العاجز عن الرثاء - إلى استذكار واقعة واحدة بيني وبينه تبين مدى شعور الراحل بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية، فأثنا تقدم جحافل الحوثيين لاسقاط العاصمة صنعاء ايام 19و 20 و21 سبتمبر 2014م.
كانت مباني مجمع التلفزيون بالحصبة الذي يضم ثلاث قنوات (اليمن ، سبأ ، الإيمان) يتعرض لقصف حوثي مركز من ثلاثة اتجاهات وكنا محاصرين في داخل (التبة) المبنى، فيما كانت الكتيبة المكلفة بحماية المبنى تقوم بواجبها على أكمل وجه لصد هذا العدوان الشرس رغم فارق القوة وربما كانت هذه هي المعركة الوحيدة التي شهدتها صنعاء قبل سقوطها ونقلناها للعالم على الهواء مباشرة !!
كان الراحل الكبير يستشعر ماكنا فيه ونحن داخل مباني التلفزيون المختلفة نتعرض للضربات الموجهة حربيا لاسكات الصوت الاخير للدولة، فكان على تواصل مستمر بي هاتفيا كل فينة واخرى للاطمئنان عن احوال الجميع، فيما كان جل المسؤولين آنذاك قد اغلقوا جوالاتهم وحتى تلفوناتهم الأرضية وظلوا يتابعوا المشهد الاخير لسقوط صنعاء من منازلهم عبر شاشات التلفزيون !!
يا (فؤادي) الراحل كنت الكلمة والضمير والموقف الوطني وهي قيم باقية فينا ولن ترحل.. رحم الله فقيد الوطن الكبير فؤاد الحميري، والعزاء والصبر الجميل لاسرته ولجميع محبيه.
* نائب وزير الاعلام