العميد بشير المضربي.. القائد الذي دوى اسمه كالصاعقة وأشعل جذوة المجد من رمال الجنوب

حين تنحني الحروف أمام العظمة وتتعثر الكلمات في حضرة المجد، نعلم أننا نكتب عن رجل ليس ككل الرجال... رجل إذا مر، أضاءت خطاه الطريق أمام أجيال بأسرها، وإذا نطق، خرس الصمت إجلالًا، وإذا قاتل، ارتجت الأرض تحت أقدام خصومه كأنها تصرخ من هول بأسه، عندما كاد اليأس أن يتسلل إلى الأرواح، بزغ نجم لا يشبه النجوم، بل يشبه البروق التي تمزق كفن الظلام، اسمه لا ينطق همسا، بل يدوى كصوت الرعد فوق قمم العزة، إنه العميد بشير المضربي، القائد المجاهد، الفارس الذي كتب اسمه في صفحات التاريخ العسكري بمداد من نار وفخار.
 
ليس من اليسير أن تكتب عن قائد بحجم العميد بشير المضربي دون أن تشعر أن اللغة تضيق بك، وأن المعاني تخونك، وأن البلاغة مهما تعاظمت لا توفيه حقه؛ فالرجل الذي تصدر مشهد النضال الوطني، كان مدرسة متكاملة في القيادة والرؤية والانضباط، ورمزا متفردا في البذل والتضحية.

من رمال الجنوب، من قلب الأرض التي لا تعرف الخنوع، بزغت شخصية هذا القائد الفذ، الذي تربى على قيم العزة والكرامة، وامتلأ قلبه بحب الوطن حتى فاضت روحه عطاء وانتماء، فحين خمدت الأصوات، ارتفع صوته، وحين تراجع البعض، تقدم هو، رافعا راية "قوات درع الوطن" التي أصبحت اليوم أحد أبرز أعمدة القوة العسكرية في الساحة الوطنية، بفضل ما زرعه فيها من عقيدة قتالية صلبة، ومنهجية عمل صارمة، وولاء لا يتزعزع.

العميد بشير المضربي، قائداً ميدانياً،ومهندس التحولات العسكرية في جنوب البلاد، وقائد استراتيجي يعرف متى يتقدم ومتى يضرب، ومتى يصمت لتتكلم الأفعال ،ولأنه يؤمن بأن الجندي هو أساس النصر، جعل من كل فرد في قوات درع الوطن مقاتلاً مدرباً، ومواطناً واعياً، ومؤمناً برسالته، لذلك رأينا هذه القوات تفرض حضورها في ميادين الشرف، وتكتب التاريخ بأقدامها لا بأقلامها.

ولعل أعظم ما يميز هذا القائد المجاهد، هو قدرته الفريدة على تحويل الجغرافيا إلى قوة، فقد جعل من الصحارى ميداناً للبأس، ومن الجبال معاقل صمود، ومن السهول ساحات تقدم، لم يكتف بالدفاع، بل آمن بالمبادرة والهجوم الذكي، فكان دائماً في مقدمة الصفوف، لا يختبئ خلف المكاتب، بل يحمل بندقيته، ويخوض المعارك كتفاً إلى كتف مع جنوده، يبث فيهم روح الانتصار، ويغرس فيهم عقيدة "إما النصر أو النصر".

إن قوات درع الوطن بقيادة العميد المضربي، أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أنها قوة عسكريةومشروع وطني كبير، يهدف إلى حفظ السيادة، وصون الكرامة، واستعادة هيبة الدولة، فهي القوة التي لا تنام، والسيف الذي لا يصدأ، والدرع الذي يتصدى للأعداء، ويعيد للشعب ثقته بنفسه، ويمنحه الأمان.

لقد رسم العميد بشير المضربي مع جنوده الأبطال لوحة من نور، لا يمكن أن تمحى من ذاكرة الوطن، لأنهم لم يحملوا السلاح فقط، بل حملوا الوطن في قلوبهم، ودافعوا عنه بدمائهم، وأقاموا عماد الدولة على أكتافهم، إنهم رجال لا يعرفون الهزيمة، لأن قلوبهم معلقة بالحق، وأرواحهم مشبعة بحب الوطن، وقيادتهم مستنيرة ببصيرة قائدهم الذي لا يتعب، ولا يلين، ولا يساوم.
  
إذا ففي سجل الشجعان، لا تكتب الأسماء إلا بمداد من دم، وفي صفحات التاريخ لا تخلد إلا أرواح العظماء، والعميد بشير المضربي، هو أحد هؤلاء القلائل الذين يصنعون التاريخ ولا يقرؤونه فقط، يقود ولا يقاد، يخطط وينفذ، ويجعل من كل معركة قصيدة انتصار؛ هو القائد الذي لا يشبه إلا نفسه، والذي ستتحدث عنه الأجيال كما يتلى الشعر في مواسم الكبرياء، فتحية إجلال لهذا البطل، وتحية وفاء لرجاله الأوفياء في قوات درع الوطن، فهم عنوان المجد، وصمام الأمان، وروح هذا الوطن النابضة بالقوة والعزة والكرامة.