الغلو عند الجماعات الإسلامية ... من العصمة إلى الإسقاط!

الحقيقة المؤلمة أن الغلو أصبح سمة بارزة عند كثير من الجماعات الإسلامية، لا سيما في واقعنا اليمني المعقّد، تنوعت وتعددت تلك الجماعات الإسلامية، والمسميات على اعتبار أننا نقول لعل هذا الاختلاف هو رحمة، ولكن الحقيقة أن هذا الاختلاف أصبح وبالاً على الأمة الإسلامية، وتمزيقاً لما بقي من تجمعها واتحادها، لهذا السبب كان لازم أن يكتب الكاتبون عن هذه الظاهرة السلبية والسيئة في الواقع العربي والإسلامي، واليمني على وجه الخصوص لما له من تأثيرات كبيرة على أرض الواقع.

والسلفيون مثلًا، على اعتبار أنهم يمثلون الشريحة الكثرية في البلاد عموماً، وعدن خصوصاً يمارسون غلوًا من نوع خاص يرفعون الأشخاص إلى مقام "العصمة"، فإذا خالفهم أحد في جزئية فقهية أو اجتهد في فرعٍ مختلف عن توجههم، أسقطوه وسوّوه بالضلال والبدعة، كأنّهم ما عرفوه يومًا قط، ولا أخذوا منه علماً قط، لا، ولا يذكرون له حسنة واحدة، حتى وإن كان في يوم من الأيام معلماً لاحدهم، يا الله كم هو مؤلم هذا الغلو، وكم هو ظالم وجاحد لجهود الأشخاص.

وخذوا مثلاً آخر ألا وهم جماعات الإخوان المسلمين – بمختلف تسمياتهم وتصنيفاتهم– لا تقلّ غلوًا، بل قد يصل بهم الأمر إلى تأليه بعض قادتهم، وجعلهم في مقامٍ لا يُناقش ولا يُسائل، ثم إذا حصل خلاف دنيوي أو اختلاف في المصالح، لا خلافاً شرعياً؛ لأنهم القائلون الغاية تبرر الوسيلة، لهذا هدموا ما بنوه عليه، وأسقطوه تمامًا وكأن لم يكن شيئاً.

وهكذا، كل جماعة تحمل بداخلها بذور الغلو، يختلف شكله بحسب الزمان والمكان، لكنه يبقى غلوًا يُعمي البصائر ويؤسس للقطيعة والتكفير والتخوين، والأخطر من كل هذا وذاك أن هذه الجماعات قد تم استغلالها استغلالًا ذكيًا من قبل خصومهم وأعدائهم، وتم توجيههم بطريقة ذكية للغاية، تحت مبررا الحرص على السنة والدين، وأصبح هذا الغلو والتطرف يخدم مشاريع تمزيق الأمة، لا نهضتها، لقد آن الأوان لنقولها بوضوح الغلو داء قاتل، والتوازن هو سبيل النجاة.

#الغلو_آفة...الجماعات الإسلامية في اليمن والعالم الإسلامي كافة، نريد فكر بلا تقديس وتأليه للأشخاص، فقد نهى النبي محمد عليه الصلاة والسلام عن هذا يقوله: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله."

هذا وهو سيد البشر يقول لا تبالغوا في مدحي كما بالفن النصارى في عيسى بن مريم...

ودمتم سالمين