العربة سبقت الحصان

بقلم/ حسين السليماني الحنشي 

تركيبة الشرعية في اليمن، مثل الذي يضع العربة أمام الحصان! فلا يجد الحصان حيلة لجر العربة، والمشكلة الكبرى إننا لم نجد الحصان الى الآن، حتى نبعد الحمير التي اصطف أكثرها أمام العربة...
إن مايحدث في بلادنا هو نفس ما يحصل للعربة، التي وضعت أمام الحصان، وهذا مستحيل أن يجر العربة...
إننا اليوم نحمّل المسؤلية الكاملة للشرعية المعترف بها دوليا إلى جانب الأحزاب والتنظيمات السياسية والجماهيرية، والقوى الثورية، والتشكيلات الوطنية الأخرى، إيجاد الحلول الناجعة،
وإخراج البلاد من عنق الزجاجة.
إن ماتمر به بلادنا اليوم هو عار أسود تلطخت به كل الأحزاب السياسية والقوى الثورية في تحمل مسؤولياتها تجاه وطنها.
أن ما يعيشه الشعب من ظروف لم تخفى على أحد، وتأخر الحلول لسنوات، والشعب يطحن بالأزمات، إنما يدل على بعد تلك القيادات عن الوطن والوطنية، وهي أقرب إلى الخائنة للوطن والشعب...
دعونا نتكلم بوضوح
‏أكثر عن ما يحدث من انهيار للعملة المحلية دون حلول، وانتشار المخدرات والتي تُباع في الشوارع، على الرغم من تغيير الحكومات...
إن ما يزرع في عقول الناس اليوم بالكذب والكلام المعسول من قبل المسؤولين عن البلاد.
إن المشكلة التي نعانيها اليوم هي تلك الكائنات التي تدعي القيادة للبلاد...
إن جوع الناس، وذُلّهم، وضغط الحياة التي دخلت بيوتهم بدون استئذان، يجب علينا اليوم قبل الغد البحث عن الدولة أولاً، ثم سد أفواه المتشدقين بالأحذية...
إننا اليوم لانجد أبسط المقومات من كرامة المواطن في وطنه، المطحون من قبل القيادة المنتشرة في مفاصل الدولة والبلاد.
‏اذاً لا تستخفوا بعقول الناس بكلام منمّق بينما واقعهم يصرخ!
إن‏الشعب لا ينقصه اليوم توجيهاتكم ولا شعاراتكم...
‏الشعب يحتاج عدالة، وأمان ولقمة عيش محترمة...
وحينما يتم تهديد شريحة من الموظفين بالعمل بالقوة وتقارن تلك الشريحة بشريحة أخرى تصرخ تحت الجمر، وتعلن بعض القيادات أنها لا تستلم راتب شهري من مليشيات خارج القانون؛ هذا لأنها تهددةدهم بالموت!
إن ماتنفقونه أيها القادة، عن (قات) يوم وأحد، يكفي إدارات أن تقوم بعملها لفترة شهر كاملة حيث أن تكلفة (التخزينة) أكثر من أجرتهم الشهرية ـ الشرعية ـ أعطي الموظف حقوقه التي تعينه على العيش وتسوية راتبه بما يتناسب مع صرف العملة اليوم وبعدها لكل حدث حديث...
الكلام دائما نسمعه من قاعات الافراح والمناسبات والمؤتمرات، مع التكييف ومع المشروبات التي هجرها الموظف منذ سنوات، وتلك القاعات تعج بالتصفيق من قبل الحاشية...
إن ذلك الخطاب الذي نسمعه كل يوم خطاب جميل لكنه لم يكن صريح، بماهو موجود ومايعانيه الناس، والكارثة الأكبر عندما يكون المسؤول كبير، ويقول أنا لا أعرف أضبط العمل...
أو أن هناك دولة عميقة!
والغريب من هؤلاء المتشدقين إن القائد الأصغر منهم تجده أقوى من الوزير الذي هو أعلى سلطة منه. لكن الواقع يكذب ذلك!
إذا لانذهب بعيدا، فالعربة عندنا سبقت الحصان....