ذكرى الإستقلال في زمن الأزمات بين الواقع والصمود
بقلم: الدكتور فوزي النخعي
يحلّ علينا اليوم الوطني الـ30 من نوفمبر، عيد الاستقلال (57)، ولسان حال كان أبناء الشعب يقولون بأي حال عدت يا نوفمبر، بما ماضي، أم لأمر فيه تجديد، والذي نحتفل فيه بذكرى التحرر من الاستعمار البريطاني البغيض في العام (1967م)، في هذا اليوم المجيد، نستحضر نضالات الآباء والأجداد وتضحياتهم التي أفضت إلى حرية الوطن وكرامته، لكنه يأتي هذا العام في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية شديدة التعقيد، ألقت بظلالها الثقيلة على حياة المواطنين في عدن وبقية المدن الجنوبية.
تشهد عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية أزمات متتالية، أبرزها انهيار العملة المحلية، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتأخر صرف المرتبات، للقطاعات المدنية والعسكرية على حد سواء، وتدهور الخدمات العامة، مما جعل الحياة اليومية تحدياً يعيشه المواطن البسيط في كل لحظة، ومع أن ذكرى الإستقلال تذكّرنا بمعاني العزة والكرامة، إلا أن الواقع الحالي يُبرز فجوة بين تطلعات الشعب في بناء دولة مزدهرة، وبين الظروف القاسية التي يعيشها.
إن عيد الإستقلال ليس مجرد ذكرى؛ بل هو درس مستمر يُعلّمنا أن الشعوب قادرة على تحقيق المستحيل حين تتوحد وتتكاتف، رغم الإمكانيات البسيطة آنذاك، استطاع أبناء الجنوب تحقيق الإستقلال بإرادة صلبة وإيمان قوي بمستقبل أفضل، واليوم، نحن بحاجة إلى استلهام هذه الروح من جديد، للتغلب على الصعاب الحالية، وللعمل بجدية نحو بناء جنوب آمن ومستقر.
برغم الأوضاع الصعبة، يحمل هذا اليوم رسالة أمل بأن التغيير ممكن، وأن الشعب قادر على النهوض من أزماته كما فعل في الماضي، يتطلب ذلك جهوداً جماعية على كل المستويات من الحكومة، والمنظمات المجتمعية، ومن الأفراد.
في هذه الذكرى الوطنية، ندعو الجميع إلى استحضار روح الوحدة والتكاتف لمواجهة التحديات الراهنة، كما نأمل أن تتحمل الجهات المعنية مسؤولياتها في تحسين الخدمات، ودعم الفئات الأكثر احتياجاً، ووضع خطط حقيقية لإنعاش الاقتصاد.
وختاماً، نرفع أسمى آيات التهنئة لكل أبناء الوطن بهذه المناسبة العظيمة، مع التطلع إلى غدٍ أفضل يعيد للـ30 من نوفمبر معناه الحقيقي كعيدٍ للاستقلال والكرامة.
ودمتم سالمين