الأفكار العظيمة 

كتب :حسين أحمد الكلدي 

من أعظم ما يملكه الإنسان في هذه الحياة هي الأفكار، فالأفكار العظيمة هي دماء الحياة ولها القيمة الكبيرة، لأنها قادرة على إحداث تغيير جذري في حياة الفرد والمجتمعات، ويمكن أن تكون محفزًا للابتكار والإبداع، وتُساهم في حل المشكلات، وتفتح آفاقًا جديدة للتقدم والتطور. ما هي الفكرة؟
هي المفهوم الذي نرغب بإيصاله إلى الناس حول موضوعٍ ما، وهي كل ما يخطر في العقل، وهي نتاج العصف الذهني، فعندما نجدها نضعها على الطاولة ونقوم بتحليلها، وكلنا أمل أن نخرج بشيء جاذب وملفت للآخرين. وفي كل الأحوال، ندرك أن المورد الحقيقي والأساسي لهذه الأفكار هم الأشخاص  المفكرون المؤهلون لايجاد الأفكار الجديدة، وهم السبيل الوحيد للابتكارات الثورية، فهم الخبراء المسؤولون عن حل المشكلات التي تواجه الشركات والمؤسسات، إن كان في الابتكار والإبداع، أو الإنتاج، أو التسويق، أو الترويج؛ لأن الأفكار هي شريان الحياة في أي شركة أو مؤسسة. وقال في ذلك مؤسس شركة فايرستون للإطارات والمطاط: إن رأس المال لا يُعد هامًا في الأعمال، وينطبق ذلك الأمر على الخبرة، فباستطاعتك أن تكتسب كليهما، لكن ما يهمك حقًا هي الأفكار، فإذا امتلكتها فلديك أهم ما تحتاج إليه، وهي الثروة الأساسية التي تحتاجها، ولا توجد حدود لما يمكن أن تُنجزه في عملك وحياتك." فالأفكار هي أعظم ما يملكه الإنسان، فإيجاد الأفكار الجيدة يبدأ باستعداد عقلي متفتح، يتقبل الاستماع لجميع الأفكار الأخرى والمشاركة بحماس عندما تُعرض لأول مرة.قال الفيلسوف ألفريد وايتهيد: إن الأفكار المبتكرة يظهر بها شيء من الحماقة عندما تُعرض لأول مرة، وتكون هشة جدًا، خاصة في بداية بزوغها للنور، ويمكن أن تقتلها نظرة استهزاء، ويمكن أن تُطعن حتى الموت عند تقطيبة حاجب الرجل المهم، إن كان في الأسرة أو الشركة أو المدرسة." ومهمة الدفاع عنها يقوم بها القائد الفذ، الذي يفسح المجال لأفكار الآخرين بالظهور، حيث يرعاها ويتخلى عن الأنانية، بأن أفكاره هي الأفضل، لأن الفكرة هي صورة العقل وتمثيله الواقعي لشيءٍ ما، وهي كل ما يخطر في العقل من أشياء، وحلول، واقتراحات. والفكرة هي المفهوم الذي نرغب بإيصاله إلى الناس، فهي نتاج العصف الذهني المستمر، حيث نقوم بتحويلها إلى واقع، للخروج بمشروع جاذب للآخرين، ولافت ومبهر. فإن أردت أن تفوز بالفكرة الأفضل، فكن مشجعًا وراعيًا لإسهامات المبدعين، واحمِهم من النفعيين، لأنهم من يقصفون أفكار المبدعين وتدميرها في الشركة أو المؤسسة.
من الذي يُنتج أفضل الأفكار؟
الأفكار العظيمة لا تأتي من السماء، فالشركات والمؤسسات العظيمة هي من تمتلك مبدعين، هم من يُنتجون أفكارًا عظيمة، وبذلك يصبحون عظماء، فإبداعاتهم لا يسيطر عليها القادة عندما يكون العمل جماعيًا، فهي لا تأتي إلا من خلال الجلسات، والاستماع للأفكار المبدعة التي يخلقونها، فهي نتاج تعاون مشترك من قبل الجميع، كفريق واحد، وزملاء يعملون معًا. في الغالب، القادة مدفوعون للعمل والإنجاز، فيعبدون الطريق لتحقيق أهدافهم بأي شكل من الأشكال، لكنهم يكتشفون في نهاية المطاف أنهم سلكوا طريقًا خاطئًا بعد فوات الأوان.
ولذلك، فإن فكرة واحدة لا تكفي، فمن الأفضل ألا تطغى الأمور الشخصية. فالأفكار الجيدة تبدأ باستعداد عقلي منفتح، يتقبل الاستماع لجميع الأفكار، والمشاركة بحماس عند عرضها لأول مرة. فكن متحمسًا في عملك، وتسلّح بالاستقامة، ودافع عن أفكارك بجدية، واعرف متى يكون ذلك؟
فغيرك لن ينظر إليك بجدية، ويجب أن تتحلى بالذوق عند عرض الرأي والرأي الآخر، واعرف متى تتنازل.
فإذا أصبحت شخصًا لا يتنازل أو لا يتفهم الوضع، فسوف تخسر العديد من الفرص لصالح من يمكنهم التنازل. فلا يعني الفوز بأي ثمن، وإنما الفوز باحترام، وبهذا المفهوم تساعد الفريق في النجاح.
فكن قادرًا على الإسهام والوصول للهدف.


8/8/2025