جوع غزة عار على الأمة

بقلم/ حسين السليماني الحنشي 

يعتبر الصمت المهين من قبل أمة يزداد عددها على المليارنسمة، وهي تتفرج على بطون خاوية، نسمع صوت الأمعاء وهي تصيح وتصيح ،لكن دون مجيب...
نسمع من غزة الألسن المحرومة تتحدث لا على القنابل والموت بل عن الجوع، الناس في غزة تتساقط كأوراق الخريف في الطرقات جوعاً ، ويل لنا من من هذا العار، من هذا الموقف المخزي نحو إخواننا في غزة. نشاهد الضلوع البارزة، نشاهد العجزة وظهورهم المنحنية. 
إن نظراتنا التي تجوب بين ثنايا تجاعيدهم وتشاهد أعينهم الباكية، جعلتنا نستشعر نحيب أرواحهم، ثم لانحرك ساكناً، بل نُكمل المسير في طريق الذل... نشاهد الأشلاء والدماء تروي أرض غزة، وننظر إلى الأدخنة في غزة وهي تتصاعد على مدار الساعة. نرى الأطفال والجوع ينهش في أجسادهم الصغيرة نراهم يموتون جوعاً وعطشاً في غزة، نرى العظام بارزة من الجوع في أبشع صورها.
نرى ونسمع ولا نتأثر كشعوب العالم الحرة، ولو بضع دقائق لأجل حفظ ماء وجوهنا، نعم لقد اعتدنا العجز والحرمان والهوان، والسير بخنوع في دروب الذل والاستسلام، لم يصبح شيء يثير دهشتنا، وكأن أهل غزة من عالم افتراضي دُهشنا به، ولم تتحرر من ألسنتنا كلمة حرة تجاه إخواننا بغزة. نعلم عدونا جيداً، ونتعامل معه على الوجه الأمثل، بكل صور الذل والخنوع، نعلن تنديداً ماسخاً مكتوف الأيدي خال من المصالح، ثم نعقد مؤتمرات بل مسرحيات هزلية؛ لأنها مرخصة، ثم نختلف حول من سيكتب كلمة الافتتاحية أو من يلقي البيان الختامي، وننسى إن هناك دماء حرة تزهق، وآخرون منا يمسكون بحبل الذل وهم المحايدين الذي يأتي دورهم مع من سيُسدل الستار للاستعمار كما كنا وكان.!