استشهاد علوي البركاني بجبهة ثرة.. فقدان قائد نبيل وشجاع في حادث أليم أثناء أداء الواجب الوطني
بقلوب دامية ونفوس مثقلة بالحزن، ننعى اليوم واحداً من خيرة رجال جبهة ثره، أحد الأبطال الذين عرفناهم بالشجاعة والخلق الرفيع، القائد الصامت، والنبيل البطل علوي سالم دعمك البركاني، الذي ارتقى ظهر اليوم شهيداً أثناء أدائه لواجبه الوطني والبطولي، في حادث أليم ومفجع هز القلوب، وأبكى العيون، وأدمى الفؤاد.
ما أقسى الموت حينما يختطف علينا الطيبين، والنبلاء،
قهر القلب عليك يا علوي، يا من كنت من أصدق وأشرف وأنبل وأشجع الرجال الأبطال الذين عرفتهم في جبهة ثره. رجل أصيل، وخلوق، وقيادي حكيم، يعمل بصمت، لا يحب ولا يسعى للأضواء رغم حضوره الكبير في الميدان، دائماً حاضر في مستجدات الجبهة ونزولاتها، وكم التقطت له صور ، لكنه كان يرد علي بابتسامته المعهودة "يا أبو مرسال، ما أحب الظهور الإعلامي. ولا داعي حتى تنشر الصور الا وقت الضرورة.
لم يكن بحاجة للكاميرا ليثبت حضوره، فقد أثبت نفسه في كل موقف، ومعركة، وفي كل لحظة من لحظات العطاء والبذل والدفاع عن الأرض والعرض والوطن.
أما الحادث اليوم، فكما وصلني كان نتيجة خطأ غير مقصود من أحد زملائه في المقاومة الجنوبية بجبهة ثره خلال تنفيذ لجنة الحصر والتقييم والتدريب مهامها لمنتسبي الجبهة. وبينما كان أحد زملائه يقوم بفحص السلاح وتفكيكه والمؤلم والمؤسف أنه كان يستخدم سلاح الشهيد الذي أعطاه إياه وانطلقت منه الرصاصة عن طريق الخطأ، إذ كان السلاح مشحونا دون علمه، فكانت تلك اللحظة القاسية التي رحل فيها علوي، وحكم الله وقدره، تاركاً خلفه وجعاً لا يوصف، وفراغاً لا يملأ . لكننا رغم هذا الألم والوجع والقهر عليه، لا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه "إنا لله وإنا إليه راجعون"
نعم، كلنا تحت حكم أقدار الله، ولا مفر من الموت
قال تعالى في كتابه [[ أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيّدة ]] صدق الله العظيم
يرحل الإنسان، لكن تبقى سيرته، تبقى مواقفه، تبقى روحه التي زرعها بيننا. وابتسامته وكل لحظه جميلة عاشها بيننا ويبقى عمله الصالح ، والأثر الجميل.
وقد ترك لنا الشهيد البطل المناضل علوي البركاني ما يجعلنا نتذكره بكل فخر واعتزاز، والدعاء له منا جميعاً
ترك أثراً طيباً في قلوب الجميع، ترك لنا أخلاقه وتعامله مع من حوله ، ترك لنا صورة القائد المخلص، والإنسان الراقي المحبوب، والرفيق الوفي، والجندي الشجاع.
رحمة الله تغشاك يا علوي، وغفر لك، وأسكنك فسيح جناته، مع الشهداء والصديقين، وحسن أولئك رفيقًا.
نعزي أنفسنا ونعزي أهلك وذويك، وكل زملائك الأبطال في جبهة ثره وقيادتها ، ونسأل الله أن يربط ويعصم على قلوب الجميع، وأن يمن عليهم بالصبر والسلوان.
وداعاً أيها الشهيد البطل.
وداعاً أيها الخلوق النبيل...
ستبقى حياً في ذاكرتنا، وفي كل شبر من تراب هذه الجبهة الشامخة التي أحببتها وضحيت من أجلها..
وسنبقى على دربك ودرب كل شهداء الجنوب سائرون.