من جدران الكهوف إلى لوحات المفاتيح
في البداية، كان الإنسان ينحت الرموز والرسومات ليحكي: طقوسه، حروبه، أفراحه، وانتصاراته على الحجر... ثم ظهرت الحروف، وغدت الكتابة سلطة للتوثيق والتواصل، وصار القلم مرآةً للفكر، والورق أرشيفًا للذاكرة.
واليوم، حين أستخدم إيموجي وأضغط عليه للرد من شاشة جوّالي على رسالة "واتس"، أشعر وكأني في عصر حامورابي، مستندًا على لوح من حجر، يخط قوانينه وينحتها... لكن بلغة القلوب الحمراء، والإيموجي الصفراء، والنظرات المُندهشة، والورد الذي لا يذبل!
وقد ظهرت هذه "الكتابة الرمزية" حديثًا، وتُستخدم في اليابان كلغة رقمية معتمدة، في بلد يُعد من أكثر دول العالم تطورًا في التقنية والتواصل.
كأننا نعود للكتابة إلى ما قبل الحروف...
فهل هذا ارتداد؟ تطوّر؟ أم حنينٌ إلى نقطة البداية؟
فقل لي أنت:
متى كانت آخر مرة كتبت فيها سطرين بورقة وقلم... حديثًا حرًّا بينك وبين نفسك؟