المهرجان الأول للألعاب التراثية في زبيد إحياء للتراث وتكريس للهوية

بقلم: جهاد حفيظ  

في عام 2004 احتضنت مدينة زبيد الأثرية إحدى دررات التراث العالمي وفقًا لليونسكو حدثًا استثنائيًا جمع ألوانًا من التراث اليمني الأصيل المهرجان الأول للألعاب التراثية بمشاركة جميع محافظات الجمهورية تحول المهرجان إلى لوحة فسيفسائية تعكس تنوع التراث اليمني وتوحد أبنائه تحت راية الهوية المشتركة.  

شرف التمثيل وقوة الروح الجماعية كان لي شرف  كاتب المقال جهاد حفيظ  تكليفي من قبل اللجنة المنظمة برئاسة وفد اللاعبين لمحافظات أبين والبيضاء وشبوة رغم التحديات اللوجستية وتأخر وصول بعض الوفود هنا برزت روح التعاون التي تميز بها اليمنيون بتشجيع من الراحل يحيى علاو رئيس اللجنة المنظمة ومقدم المهرجان الذي كان صوته الشجي وقدرته على إشعال الحماس في مسابقات الهجن والخيول والألعاب التراثية علامة فارقة في الحدث.  

ألعاب تراثية ذاكرة لا تموت 
تميزت مشاركة محافظتي البيضاء وشبوة بعروض تراثية خلابة مثلت تراث المناطق الوسطى والجنوبية فرقة الرقص الشعبي من البيضاء وفرقة الألعاب التراثية من لودر قدموا عروضًا لألعاب مثل الهجة لعبة 
 تعتمد على القوة والتركيز  
حبس الإمام تعكس الموروث التاريخي والديني والادواس لعبة شعبية تجسد روح المنافسة الشريفة.  

كما تفوقت محافظة أبين في العديد من المسابقات خاصة في لعبة "الأدواس" التي أبدع فيها اللاعبون الراحلون سالم الدوح رحمه الله وعبدالله علي جريو ومختار الجرازي بينما برز سالم حسين السعيدي في سباق الجمال محققًا تفوقًا ملحوظًا.  

يحيى علاو إعلامي ومنظم بلا حدود لم يكن المهرجان مجرد فعالية عابرة بل كان حدثًا إعلاميًا بامتياز وبفضل جهود يحيى علاو الذي ربط المهرجان ببرنامجه الشهير فرسان الميدان ونقلته قنوات عربية ويمنية مما أعطى الحدث صدى واسعًا كما أن علاقة علاو الوثيقة بمدينة لودر (حيث أقيمت ثلاثة مواسم رمضانية سابقة) أضافت بعدًا عاطفيًا لتكريس التراث في الذاكرة الجماعية.  

زبيد حاضنة التراث العالمي
أثبتت زبيد بأسوارها التاريخية وتراثها الحي أنها المكان الأمثل لإحياء مثل هذه الفعاليات فخلال عشرة أيام عاش المشاركون تجربة فريدة بين الحديدة وزبيد مع بروفات مكثفة في حديقة صنعاء بالحديدة وصولًا إلى البث المباشر عبر الجزيرة الرياضية بتوثيق مميز من الإعلامي فؤاد العوسجي الذي رافق الحدث بلحظاته.  
رسالة إلى المستقبل رحم الله يحيى علاو وجميع الراحلين الذين ساهموا في حفظ التراث اليمني اليوم نحتاج إلى إعادة إحياء مثل هذه المهرجانات ليس فقط كفعاليات ترفيهية بل كضرورة لحماية الهوية اليمنية من الاندثار فالشعوب تبقى بتراثها وتقاليدها وقيمها الإسلامية الأصيلة ندعو إلى تعميم هذه الفعاليات في جميع المحافظات لتعريف الأجيال الجديدة بجذورهم ولتظل اليمن عنوانًا للتراث الحي ليس مجرد  ذكريات بل هو روح الأمة التي تسري في عروق الأجيال