نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تشارك في صباحية شعرية ومعرض "عدن ذاكرة التاريخ" بالمكتبة الوطنية

عدن (أبين الآن) علي سيقلي
برعاية منصة عدن للقراءة والإبداع، وبالشراكة مع المكتبة الوطنية بعدن ومركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية، وبحضور بارز لنقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين ممثلة بالنقيب عيدروس باحشوان، احتضنت المكتبة الوطنية بكريتر صباح اليوم فعالية ثقافية وفنية حملت عنوان:
"عدن ذاكرة التاريخ".
الفعالية جاءت في إطار صباحية شعرية عدنية، ترافقت مع معرض زاخر بالصور والوثائق، حيث تحولت أروقة المكتبة إلى لوحة فنية تستحضر ملامح عدن القديمة، بكل ما فيها من حنين ومجد وذاكرة ضاربة في عمق التاريخ.
في أرجاء المعرض، عرضت عشرات الصور والمعالم التاريخية التي وثقت موانئ عدن العريقة، وشوارعها النابضة بالحياة، ومعالمها الثقافية التي شكلت ركائز الوعي الجنوبي، فيما شكلت الصحف والمجلات العدنية القديمة جوهرة المعرض، حيث حملت في طياتها أولى صرخات التنوير، وروح الكلمة الحرة التي كانت آنذاك تتحدى القيد وتصنع الوعي.
كانت تلك الصحف، التي نشأت في حقبة الاستعمار البريطاني، منابر للمقاومة الفكرية، ومساحات لميلاد الوعي الجنوبي بقيمة الإعلام الحر والمستقل، وقد جاء عرضها اليوم بمثابة تكريم لإرث إعلامي خالد بالحبر والورق، ورسالة بأن عدن لم تكن يومًا تروي حكاية مدينة فحسب، بل تصنع حكاية أمة بأكملها.
استُهلت الفعالية بكلمة مدير المكتبة الوطنية، الأستاذ عبدالعزيز بن بريك، الذي تحدث عن أهمية المكتبة كصرح ثقافي وطني أصيل، مشيرًا إلى أن إعادة افتتاحها سيتم خلال الشهرين المقبلين بعد استكمال أعمال الترميم والتأهيل، ومشيدًا بالدور الحيوي الذي قامت به نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، إلى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي والهيئة الوطنية للإعلام، في إنعاش هذا المعلم التاريخي.
من جانبه، أكد نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، الأستاذ عيدروس باحشوان، أن المكتبة الوطنية ليست مجرد مبنى أو مخزن كتب، بل هي ذاكرة نضال ومنارة فكرية خالدة، تحكي محطات النهوض والوعي التي مرت بها عدن، مضيفًا أن كل وثيقة وصورة معروضة اليوم، إنما تمثل شهادة وفاء لمدينة قاومت التهميش وأصرت على الحياة.
وشهدت الفعالية إلقاء قصائد شعرية فصحى أبدع في تقديمها نخبة من شعراء عدن، عبّروا فيها عن حبهم ووفائهم لمدينتهم الجريحة، بينما أذيعت كلمات مسجلة لعدد من الباحثين تناولوا فيها نهضة عدن التاريخية، والتحديات التي واجهتها من تهميش وحرمان في مجالات التعليم والصحة والخدمات، مؤكدين أن عدن ستظل تقاوم وتحيا رغم الجراح.
حضر الفعالية جمع غفير من المثقفين والباحثين ومحبي عدن، في صباحية ثقافية جمعت بين الشعر والصورة والصحافة، لتقول للعالم:
هنا عدن... مدينة الكلمة والذاكرة والخلود.