رسالة إلى السادة في مجلس القضاء الاعلى.. انا المعلم هل تردون الجميل؟ 

قد لا تعرفون اسمي لكنكم بالتأكيد تذكرون الصفوف التي جلستم فيها يوما وكلمات نطقتها افواهنا بمحبة واحلاما علقناها فوق السبورة كي يصبح احدكم قاضيا تدان له الدنيا كم امسكت بايديكم حتى وقفتم اليوم تقيمون العدل بين الناس

يا مجلس القضاء الاعلى
هل تعيدون لي الجميل
ام ان من يزرع لا يجني ومن يربي لا يكافأ

انا المعلم مضت علي سنوات مسلوب الحقوق مكسور الامل اصرخ عبر الاعتصامات والمظاهرات واسير خلف مطالبات مشروعة لا احد يسمع صوتي الشاحب ذاك الذي كان يتردد في الصف يشرح لكم معنى العدل والمساواة كل الطرق التي سلكتها كانت مشروعة لكنها افضت الى طريق مسدود

انتم يا اصحاب القضاء اضرتم يوما فعقدت الاجتماعات فورا وجاءت حقوقكم كاملة في لحظة مذعنة
اما انا المعلم لا قوة لي اضربت اعواما فاغلقت المدرسة ولم تكلف الحكومة نفسها حتى اجتماعا واحدا لجبر خاطري او سماع صوتي

يا مجلس القضاء الاعلى
ان اعلان اضرابي لم يكن تمردا بل وجعا وجوعا
راتبي مئة وعشرون ريالا سعوديا اخجل من ذكره حتى بيني وبين نفسي واستحي عند استلامه

كي ارفع اللوم عن نفسي اقول لكم ابناؤكم ابناء المسلمين بلا تعليم لان المعلمين بلا حق هؤلاء الذين تحكمون قضاياهم بشرع الله انتم مسؤولون عن عدلهم وتعليمهم

ارفع قضيتي اليكم لا كخصم بل كوجدان معلم ارهقه السعي نحو حقه
اناشدكم واستحلفكم بالله ان تنصفوا من علمكم ذات يوم قبل ان تمسكوا زمام القضاء
ليس ردا للجميل فقط بل لاجل يوم عظيم سنقف فيه امام الله جميعا انت قاض وانا معلم ونتقاضى على ابناء المسلمين

اذكركم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
الناس عالم ومتعلم ولا خير فيما عدا ذلك

يا مجلس القضاء الاعلى
انتم طالبتم بحقكم ونلتموه ونحن طالبنا فانكرنا الجميع وعابونا
هل حق لكم الحياة وحق لنا الموت
هل هذا هو العدل
فلا خير في امة لا ترفع راية العلم ولا تكرم من يزرع النور في عقول ابنائها