مجزرة زنجبار 23 يوليو.. ذكرى لا تنسى ومسيرة شعب لا تنكسر نحو الحرية والكرامة والاستقلال

في مثل هذا اليوم الأليم، نذكر ونتذكر ذكرى مجزرة زنجبار الدامية بمحافظة أبين بتاريخ 23 يوليو، التي ارتكبتها جحافل الاحتلال اليمني وقوات ما تسمى بالأمن المركزي، التابعة لنظام صنعاء ضد مسيرة سلمية خرج فيها أبناء الجنوب الأحرار مطالبين بحقوقهم المشروعة في الحرية والكرامة والاستقلال واستعادة دولتهم الجنوبية.

في تاريخ 23 يوليو عام 2009م، سالت دماء الأبرياء في شوارع مدينة زنجبار بمحافظة أبين، حين أُطلقت نيران القمع على صدور العزل، ومواجهة هذه المسيرة، فسقط أكثر من 16 شهيدًا من خيرة شباب الجنوب، وسُجِّل عدد كبير من الجرحى في مجزرة بشعة ترفض الذاكرة نسيانها، ولا يسقطها تقادم السنين.

لم تكن مجزرة زنجبار حدثاً معزولًا، بل كانت واحدة بل مئات من الجرائم الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال اليمني بحق أبناء الجنوب في كل محافظاته، وفي محافظة أبين خاصه. لقد كانت نية الإبادة وقمع الصوت الجنوبي الحر واضحة، وكان الرصاص وسيلة وحيدة للرد على مطالب سلمية وشريفة للجنوبيين.

لقد سبق هذه المجزرة التي لا تنسى بمدينة زنجبار، حملات اعتقال واسعة وترويع وتنكيل ممنهج بحق المناضلين، في محاولة يائسة لإسكات الصوت الجنوبي وإخضاعه، لكنها باءت بالفشل يومها. فالجنوب لم ينكسر، بل ازداد إيمانًا بحقه وعدالة قضيته.

واليوم، ونحن نحيي ونذكر بهذه الذكرى المؤلمة، نقف شامخين أحرارًا في مدينة زنجبار ومحافظة أبين وعاصمة الجنوب الحبيبة عدن، وقد أصبح للجنوب القوات المسلحة الجنوبية والأمن الجنوبي التي تحمي الأرض والعرض، وتصون الكرامة، وتؤمن المواطن، وترفع علم الجنوب خفاقاً في كل مناسبة وذكرى وفعالية وفي ميدان الشرف والبطولة. لقد ولى زمن الذل، والباطل والظلم والظلمات، وحلَّ زمن العز.

لقد ذهبت تلك الجحافل المحتلة إلى غير رجعة، لكن جرائمها لن تنسى، ولعنات الأمهات الثكالى وأهالي الشهداء وعدالة الله ستلاحقهم على مدى الزمن.

فالرحمة والمغفرة والخلود لشهداء مجزرة زنجبار الأبرار

والرحمة والمغفرة والخلود لكل شهداء الجنوب الأحرار،

وعلى عهدهم وطريقهم ماضون، وبثباتهم مستمرون،

سنمضي على الدرب المنشود خلف قيادتنا السياسية الحكيمة ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية حتى تحقيق ما ضحى لأجله كل الشهداء وشعب الجنوب بالغالي والنفيس وبالدماء الطاهرة نحو نيل كامل الحرية والكرامة والاستقلال الناجز واستعادة دولتنا الجنوبية كاملة السيادة.