عزاء الأموات
ما نلاحظه هذه الأيام السير قدماً وبوتيرة عالية إنتشار التعزية على الأموات ، وكان أصحابنا الموقرين محضرين لهذا الموقف ومتوقعين حصوله.
طال ما لديكم هذا الحس والشعور بأن شعب الجنوب العربي سيصل إلى هذه المرحلة أليس من الأجدر أن يكون عندكم دم حامي وغيرة المؤمن الذي يخشى يوم تتغلب فيه القلوب والابصار يوم يأخذ الله به حق الضعيف من القوي يوم ينصر به المظلوم ويأخذ حقه من الظالمين ولا أراه ببعيد.
عزاء وعزاء وعزاء أخشى يوم لا تجدوا فيه من تعزوهم على موتاهم صحيح الذي يختشوا ماتوا .
أليس من الأجدر بكم أن تكونوا من الذين يبشرون بالخير ويرسلون الاطمئنان والسكينة للقلوب العائشة والمحرومة من لذت العيش ومتاع الدنيا .
أليس بكم أن تعزوا الاحياء لما أصابهم من ظنك العيش وذل الحياة وعنجهية الطغاة والبغات والفاسدين الذين يعيثون الفساد في الأرض ويتمتعون بملذات معاناة الناس وانينهم وصراخ الأطفال من الحر القاتل وشكا وبكاء النساء في المطابخ وهن يطهون الطعام لأولادهم بعمل جبري وعاطفة الأم التي لا تجد راحتها إلا باسعاد أولادها ولو على راحت نفسها أين أنتم .
فينكم أيها المعزون اينكم من كل ما يحصل هل على قلوبكم اقفالها هل فقدتم الإنسانية والرحمة من قلوبكم
هل تحولت العاطفة لديكم الى موت للآخرين ، هل تحولتم بلا شعور ولا أحاسيس ولا إنسانية حتى تسمعونا موالكم المعتاد وسفاهتكم التي لا تخرج إلا من شياطين بجلود آدمية نزعة عنهم الرحمة ولا يرون إلا ما يقدمونه غير العزاء والمواساة لأسر صابها البؤس والحرمان والعاطفة حتى من أقرب الناس لها .
أخشى يوم لن تجدوا من تعزون وستجدون أنفسكم وحيدين أمام وحوش لا ترحم لا سند ولا عون لكم أيها المعزون وحينها سيأخذ الثأر منكم لما يحصل لهذا الشعب المكلوم الشعب الذي وضع كل ثقته فيكم وآماله التي أصبحت اليوم في خبر كان .
ستعلمون غداً على من تدور الدائرة ومن يذوق الأمرين من الفعل المشين والعاقبة للمتقين.
رحم الله الشهداء
وشفاء جرحانا
وفك أسرانا
ودولة دولة يا جنوب ولا نامت عيون الخائنين والمندسين والماجورين والمتأمرين على شعبنا الجنوبي العربي الأبي