صرخة المكلا: عندما نطق الشارع بالحقيقة
في مشهدٍ نادرٍ من التلاحم الشعبي، خرجت مدينة المكلا عن بكرة أبيها، رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً، حتى ذوي الاحتياجات الخاصة لم تمنعهم إعاقاتهم من الانضمام إلى الحشود الغاضبة، ليعلنوا بصوتٍ واحدٍ رفضهم للواقع المؤلم الذي بات يُطبق على حياتهم اليومية.
فقد نزل الناس إلى الشارع تنديداً بفسادٍ بات ينهش مؤسسات الدولة، وبانقطاع الكهرباء والمياه المتكرر الذي شلّ الحياة، وبوقف الرواتب الذي حرم الكثيرين من أبسط مقومات العيش الكريم. لم تكن هذه مجرد وقفة احتجاجية، بل كانت انتفاضة ضمير حيّ، أرادت أن تقول: كفى صمتاً… كفى تجاهلاً .
لا يمكن التغاضي عن حقيقة أن المعاناة قد بلغت ذروتها، والسكوت عنها لم يعد خياراً. المكلا، بكل أطيافها، أرسلت رسالة واضحة: الحقوق لا تُطلب بالهمس، بل تُنتزع بالصوت الجماعي، بالإرادة الحية، وبوحدة لا تعرف انكساراً ولا تعرف الخوف .