من 750 ريال إلى 350 ريال بين صدمة المستهلك وارتفاع القوة الشرائية
بعد أن عاش المستهلك فترة طويلة على سعر صرف مرتفع تجاوز 740 ريالًا مقابل الريال السعودي، والآن يواجه انخفاضًا مفاجئًا إلى حدود 350، طبيعي أن نسأل: هل يؤثر هذا على سلوكه؟ وهل فعلًا القوة الشرائية تحسنت؟ أم أن الناس يبقون في حالة حذر وترقب، حتى لو تحسن الوضع؟
من الناحية النظرية، انخفاض سعر الصرف يعني أنه من المفروض أن ترخص السلع، والمستهلك يقدر أن يشتري أكثر بنفس المبلغ. لكن الواقع غير ذلك. التاجر لا ينزل الأسعار مباشرة، لأنه اشترى المخزون بسعر عالٍ، وعنده تخوفات من تقلبات جديدة. هذا يجعل التحسن في القوة الشرائية بطيئًا وغير محسوس فورًا.
لكن الأهم هو تغيير السلوك نفسه. الناس اللي ذاقت مرارة الغلاء والضغط النفسي في فترة الانهيار، حتى لو نزل السعر بيبقوا يشكّوا، يتحوطوا، ويحسبوا لكل ريال. ثقافة "نشتري اليوم قبل ما تغلى بكرة" تحوّلت إلى "نخلي الفلوس، الله أعلم ما يحصل". هذا تفكير طبيعي بعد أي صدمة اقتصادية.
والموضوع مش بس عندنا، نفس الشيء صار في لبنان، فنزويلا، وحتى تركيا. بمجرد ما تنهار العملة وتتأثر حياة الناس، يتغير سلوكهم لفترة طويلة، وبعض العادات تصير جزءًا من حياتهم حتى لو تعافى الاقتصاد.
الخلاصة:
الوضع بيتغير، والأسعار يمكن تنزل، لكن المستهلك ما عاد هو نفس الشخص. صار أحرص، أذكى، وأكثر تشكيكًا. والتاجر الذكي هو اللي يفهم هذا التحول ويتعامل معه بحكمة مش بس بالأرقام، ولكن بفهم الحالة النفسية اللي مر بها الناس.