الإعلام والغلاء.. وجه لوجه
في زمن يثقل فيه كاهل المواطن بأزمات لا تنتهي، يصبح الإعلام صوتًا يجب ألا يخفت، وضميرًا يجب ألا يتواطأ، لا رفاهية في تغطية الفعاليات ولا متسع للحياد البارد حين يكون لقمة العيش هي المعركة الحقيقية، والدولار هو الغول الذي يلتهم أحلام البسطاء.
وفي خضم الأحداث الأخيرة والمتغيرات الاقتصادية والتي أدت إلى التحسن الكبير للعملة المحلية "الريال"، انبرى الإعلام المحترم في استشعار اللحظة، وتدارك مسؤوليته، فتوجّهت طواقمه الإعلامية إلى حيث يجب أن تُسلّط الأضواء، على ما يعانيه الناس من اضطراب سعر العملة من هنا وهناك، من جنون الأسعار، من بؤس الحاجة، ومن الصمت الذي يكاد يُشرعن العبث.
جدير بالذكر أن هناك مبادرات مجتمعية وتجارية ساهمت في تخفيف الغلاء، ليس عملاً دعائيًا لها بل فعل مقاومة، تسليط الضوء على جهود الشركات والمبادرات التي تحارب الارتفاع الجنوني في الأسعار، هو انحياز للأمل، لا للسلطة ولا لرأس المال، هو التزام بإنسانية الصحافة.
العديد من الإعلاميين والصحفيين الكبار كان لهم دور في تحريك المياه الراسنة، ولولاهم لما لامس المواطن التحسن الأخير للعملة،
يصبح الإعلامي حلقة وصل بين الناس وأصحاب القرار، لا متفرجًا، ولا ناقلًا محايدًا لصورة باهتة، فإنه بذلك يستحق اسمه الحقيقي "صوت الناس"، وهذا ما تحاول هذه المذكرة أن تصنعه، لا من خلال الكلام، بل بالفعل، بالتوجيه، وبالعودة إلى البوصلة.
في النهاية، ليس المهم أن تغطي الحدث!!، بل أن تغطي وجع المواطن بصدق، وتكشف عن الجهود الخيّرة بوفاء، وتبقى حيث يجب أن تكون… في صف الشعب دائمًا أولًا وأخيرًا.