اليهودية بين التحريف والإرهاب المعتقد
في زمن يختلط فيه الحق بالباطل، وتُتهم فيه الأديان السماوية ظلماً بما ليس فيها؛ لا بد من أن نرفع الستار عن حقيقة طال تغييبها، وهي أن اليهودية الحالية ليست هي دين موسى عليه السلام؛ بل ديانة محرفة شكلا ومضمونا، وأن الإرهاب أصبح جزءا من تركيبتها اللاهوتية، لا مجرد انحراف عارض.
حين أرسل الله موسى عليه السلام إلى بني إسرائيل؛ أرسله بوحي سماوي، وشريعة عادلة، تدعو إلى التوحيد والعدل والرحمة؛ لكن ما لبث القوم أن حرّفوا التوراة بأيديهم، واستبدلوا كلام الله بشروح الحاخامات، وأضافوا نصوصا في التلمود تزخر بالحقد والعنصرية والكراهية. قال تعالى: ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ﴾ وقال: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّـٰهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَٰسِيَةً يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ﴾.
والتحريف لم يكن لغويا فقط؛ بل تحريفا عقديا وأخلاقيا جعلهم يضعون نصوصا تُشرّع الإبادة والتمييز العنصري وقتل الأبرياء؛ بل وصل بهم الأمر إلى تكفير أنبيائهم والتآمر عليهم وقتلهم! قال تعالى: ﴿أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقٗا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقٗا تَقْتُلُونَ﴾.
فأية ديانة هذه التي تقتل الأنبياء! أية شريعة هذه التي تُشَرِّع القتل الجماعي لأطفال الشعوب ونسائهم وشيوخهم!
في التوراة المحرفة والتلمود، نقرأ نصوصا فاضحة في عنصريتها وعدوانيتها، منها:
"لا تستبق منهم نسمةً ما" (التثنية 20: 17)؛ أي: اقتل الجميع، من الطفل إلى الشيخ، ومن المرأة إلى الرضيع!
"من قتل غير يهودي لا يُدان، لأنه كمن قتل بهيمة" (التلمود، سنهدرين 57a)
هذه ليست مجرد كلمات قديمة؛ بل هي اليوم مرجعية عقدية للحركات الصهيونية المتطرفة، التي ترتكب المجازر في فلسطين، وترى أن دم الفلسطيني أرخص من دم البهائم!
في المقابل؛ جاء الإسلام ليعيد تصحيح المسار. فلم يكن رسول الله ﷺ قاتلًا ولا إرهابيا؛ بل رحمة مهداة. قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ إِلَّا رَحْمَةٗ لِّلْعَٰلَمِينَ﴾.
وحين قاتل الإسلام، قاتل من يقاتله؛ لا من خالفه في الدين فقط. قال تعالى: ﴿وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُواْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ﴾.
ووصايا النبي ﷺ في القتال لا تشبه وصايا التلمود؛ بل تُدهش أعظم مواثيق حقوق الإنسان:
"لا تقتلوا شيخًا فانيًا، ولا طفلاً، ولا امرأةً".
"لا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا، ولا تحرقوا شجرًا مثمرًا".
وأموال العدو محفوظة، لا تُنهب. دور العبادة تُصان، الرهبان يُتركون وشأنهم. فأي أخلاق هذه! أين هي من نصوص التلمود التي تحرض على سرقة مال "الجويم" (غير اليهود)، واحتقار عباداتهم، ونجاسة معابدهم!
الإرهاب ليس في دين محمد ﷺ الذي أوصى بالجار، حتى لو كان يهوديًا. والإرهاب ليس في الإسلام الذي حمى أعراض أهل الذمة وشرّفهم بعهد الذمة. والإرهاب في ديانة حُرّفت، وكتب أُلِّفت، وحاخامات ورثوا الكراهية جيلا بعد جيل.
لسنا ضد اليهود كأشخاص؛ بل ضد العقيدة العنصرية التي تُقدّس الدم اليهودي، وتحط من قدر غيره. لسنا دعاة كراهية؛ بل دعاة عدلٍ وكشفٍ للحقائق.
لقد أخرج الإسلام البشرية من ظلام التحريف والدماء، وفتح لهم باب الهداية بنور التوحيد والرحمة. قال تعالى: ﴿قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٞ وَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ﴾.
نوَّر الله دروبكم كلها!
ودمتم مسلمين وسالمين!