حين تاهت الملامح العسكرية بين أشكال وألوان القبعات

من المؤسف أن بعض مظاهر الانضباط العسكري بدأت تتلاشى في مؤسساتنا الأمنية والعسكرية، لتحل محلها صور دخيلة لا تمت للجندية بصلة، ولا تعبر عن هوية الانضباط ولا عن هيبة الدولة.

فما الذي تبقى من الجندية حين نرى ضباطاً وجنوداً في مواقعهم الرسمية وهم يرتدون قبعات لا تمت للزي العسكري الرسمي بصلة، بل أقرب ما تكون إلى قبعات "رعاة البقر" في أفلام الغرب الأميركي؟! هل هذا هو الزي الذي يعكس هيبة الجندي، ويُشعر المواطن بالأمان والانضباط؟ أم أنها صورة من صور التسيب وغياب الرقابة والانفلات العام؟

وهذه ظاهرة غريبة ودخيلة على الجيش والأمن لم تكن موجود قبل العام 2015م، ولكن بعد عام 2015، تغيرت كثير من الملامح في بلدي، ليس فقط على مستوى السياسة والأمن، بل حتى في شكل وهيبة مؤسسات الدولة، فما نشهده اليوم من ممارسات عشوائية في صفوف بعض منتسبي الجيش والأمن، يعكس واقعاً مؤلماً ينبغي الوقوف أمامه بجدية.

الزي العسكري ليس مجرد قطعة قماش، بل رمز للوطن، والانضباط، والالتزام، والمساواة، عندما يتم العبث بهذا الرمز، فإننا نعبث بصورة الدولة ذاتها، الجيش والأمن ليسا ساحة استعراض، بل مؤسسات يفترض أن تكون قدوة في التنظيم والاحترام، لا مظهراً للغوغائية والعشوائية.

ما نراه اليوم من تساهل في الالتزام بالزي العسكري الرسمي، هو في حقيقته مؤشر على حالة أعمق من الترهل المؤسسي، ومن هنا فإن استعادة هيبة الجيش والأمن تبدأ من أبسط التفاصيل، ومنها احترام الزي والانضباط في الشكل قبل المضمون.

إن احترام اللباس العسكري هو احترام للدولة، واحترام للشهداء الأوفياء الذين سقطوا على تراب هذا الوطن، ولكل من حمل السلاح دفاعاً عن الوطن بشرف.

ودمتم سالمين