كلية اللغات والترجمة أبين..جادك الغيث..!
بقلم: محمد العولقي
بدأت مثل سوسنة وحيدة تتلألأ أضواؤها تحت رمال قحط لا توحي إلا بالإحباط..لكنها نمت وترعرعت وكبرت إلى أن أصبحت لؤلؤة علمية تحتضنها محارة أكاديمية تسر الناظرين،ذاع صيتها إلى أن أسمعت من به صمم.
* لم تكن كلية اللغات والترجمة بأبين إلا بذرة تحد غرسها عميد الكلية ابن أرض أبين الطيبة الدكتور نبيل مهيم..رواها من عرقه ومن سهد الليالي إلى أن باتت شجرة علمية وارفة تغطي كل الغابة.
* راهن الدكتور نبيل مهيم على عطاء هذا الصرح العلمي الفريد من نوعه في محافظة غابت عنها مقومات الإبداع العلمي كثيرا..فجعل منها في حولين كاملين صرحا أكاديميا مرموقا تخطى قوس قزحه العلمي الحدود المحلية إلى أن استقر في آفاق بعيدة المدى.
* جاد غيثها وهو يروي الأرض العطشى أصناف المعرفة وتنوع الثقافات، فكانت رسالة حضارية من أبين إلى العالم لردم هوة صراع الحضارات.
* أبدا لم يكن الدكتور نبيل مهيم وهو يقتحم هذا المجال بلياقة علمية وعملية كبيرة سوى عالما وقورا بنى من تراب محافظته سلما ذهبيا عرج من خلاله بأفكار هذه الكلية لتعانق سماء ثقافات الشعوب، حيث التنوع ثراء للفكرة ومحفز للعبرة ونماء للاعتبار.
* تابعت مخاض هذا الصرح الأكاديمي الكبير،كانت لحظة ولادة قيصرية صعبة في ظل شحة الإمكانات وظروف الواقع الموضوعي الصعب،لكن المولود جاء سليما معافى،ظل يتغذى داخل القفص الصدري للدكتور نبيل مهيم إلى أن شب عن الطوق،فحلق بجناحي فريق العمل نحو آفاق عربية وعالمية في زمن قياسي.
* صب الدكتور نبيل مهيم جام وزبدة حماسه على تكريس نهج علمي فصيح ينتصر للغة الحضارة، بمعنى أنه راهن على قوة التأثير الفكريالرابط بين ثقافات الشعوب بطرق علمية وعملية نجحت في ردم هوة التباعد الفكري، وأتاحت الفرصة أمام الطلاب ليعبروا عن طاقة ثقافية ظلت مكبوته بحكم الفهم القاصر لطبيعة رسالة اللغات.
* وحتى لا يقال إنني أبخس حق كادر أكاديمي أطلق ملكاته العلمية لكلية هي أساس بلوغ محتوى ومبتغى الرسالة الأكاديمية إلى العالم، فإن ما قدموه من عطاء ومن تضحيات ومن جهد وكفاح يقدم نموذجا حيا لفريق أكاديمي علمنا أن المستحيل العلمي بعقول محلية ليس أبينيا.
* يمكنك أن تسجل انبهارك بهذا الفريق الأكاديمي المتمرس في اللغات وفي الترجمة،ويمكنك أيضا أن تبصم بأصابع اليدين والقدمين أن هذه الكلية تخطت حدود الترجمة من اللغات العالمية المختلفة والدورات المتخصصة في هذا المجال إلى أن باتت منطلقا ومستقرا لمجالات علمية أخرى حساسة مثل المحاسبة والإدارة والطب والهندسة والحاسوب وغيرها.
* فتش داخل هذه الكلية عن حولين كاملين من النبوغ الفكري ستجد علامات الدهشة تستقبلك وتفتح لك أبواب مغارة من الإنجازات الذهبية.
* قفزت هذه الكلية بسرعة الضوء نحو الصدارة مزاحمة كليات خارجية سبقتها في الخبرة والعراقة والريادة، فخلقت لنفسها نهجا خاصا وسط أبرز الكليات، من خلال سلسلة المحاضرات والمسابقات اللغوية وورش العمل والندوات التي أدارها باحثون محليون وعرب وعالميون.
* تمددت هذا الكلية على مساحة جغرافية شاسعة فتحولت إلى ورشة عمل لاستضافة الكثير من فرسان وأقطاب اللغات والترجمة من مختلف أصقاع العالم.
* كلية اللغات والترجمة طار عصفور سعدها من أبين المنسية المكبلة بقيود التجاهل والحرمان، إلى أن بلغ سماء جامعات عالمية مرموقة في الهند والصين ومصر والمغرب العربي والخليج العربي وأمريكا وبريطانيا،والفضل في هذا للعقول الأكاديمية المحلية، حيث أثبت فرسانها أنهم مزيج من خلطة سحرية علمية صنعت الفارق.
* جاهد الدكتور نبيل مهيم بروحه المتوثبة نحو رفع قيمة أبين العلمية إلى أن جعل كلية اللغات والترجمة كلية عملية مرنة بعيدة عن الرتابة، ذات محتوى مجتمعي إنساني يحرك في داخل التلاميذ والطلاب مياه المبادرات الخيرية.
* كما حرص الدكتور نبيل مهيم على خلق جيل علمي جديد يتسلح بالإيثار والتنافس الخلاق من خلال إطلاق العنان لمواهب وإبداعات الطلاب،فكان أن سادت الحركة والبركة معا، وباد الترهل الفكري تماما.
* ولم تتوقف الأفكار الخلافة عند حد بناء جسر للثقة بين الطلاب والمجتمع المحلي، بل إن هذه الكلية حملت هموم القضايا الوطنية والعربية والعالمية بكل لغات العالم.
* كلية اللغات والترجمة ولدت عملاقة من رحم واقع أبيني صعب، والآن تسير على طريقة الملك واثق الخطوة، أمسكت ببراعة متناهية بكل خيوط وحبال المستقبل ووضعت مفاتيحه السحرية بين أيدي طلاب يمثلون جيلا ثريا بفصاحة اللسان وجودة قراءة محتويات لغات الآخرين.
* ليس لي في هذه المناسبة الغالية إلا الاعتراف بأن الأعزاء في هيئة التدريس بقيادة الربان الدكتور نبيل مهيم كسبوا الرهان في زمن قياسي، لقد أضافوا بهذا الصرح الإعجازي للمستحيلات الثلاث عند العرب مستحيلا رابعا في زمن انقرضت فيه المعجزات.