غزة.. أكلت يوم أُكل الثور الأبيض..!
كثيراً ما يذكرني الواقع اليوم بقصة كنا قد قرأناها في مادة اللغة العربية في المرحلة الابتدائية، قصة الثور الأبيض والأسود والأحمر في غابة تشبه إلى حد مشابه الغابة الدولية التي نعيش فيها الآن ، القصة معروفة لنا جميعًا وكيف حدث حوار بين الثيران الثلاثة مع الأسد الذي يبدو لطيفًا معهم بينما كان بالأصل يخبئ المكر السيء خلف أنيابه.
بدأ يطرح الكلام المغري على الثورين الأحمر والأسود بأن الثور الأبيض مزعج ويجلب انتباه عدونا فإن أكلته فسنعيش بأمن وسلام وسنتقاسم الأرض معًا في رحب وسعة ، فوافق الثورين على كلام الأسد و أكل الثور الأبيض ، متأملين على حد زعمهم أن يتحقق ما وعدهم الأسد من اتفاقية سلام وحياة سعيدة ، فرطوا في الثور الأبيض بعد أن كانوا مجتمعين بعصبة وقوة لا أحد يستطيع النيل منهم ولا المساس بحقوقهم.
ما أشد وقعة هذا المثل في نفوسنا حين لامس واقعنا المماثل ، قد لانجد نحن الأشخاص البسطاء إلا التفكير المحدود ، فمابال الخبراء السياسيين والفطاحلة في الشؤون الاستراتيجية ومن لهم شأن في صنع القرار العربي أن يستنبطوا العبرة والعظة من هذه القصة الخيالية التي تحاكي الواقع.
"غزة" بعد أن تركت للصهاينة يعبثوا بها ، في مشهد قاسي لايحتمله القلب ولا يتخيله العقل ، يقتلوا ابناءها ويشردوا أطفالها وينكلوا بها اشد التنكيل ، هل أصبحت غزة تتمثل بصورة الثور الأبيض الذي أكله الأسد !! ونعتذر للأسد أشد اعتذارًا على تشبيهه بالصهاينة المحتلين ، وسط مشاهدة من العرب الثيران المتبقية وما ابلغ التشبية !! ، هل بقية العرب الثيران ستدرك أن دورها قادم لا محالة أن لم تتدارك الوضع في غزة !! ، هل تعي حقيقة المقولة: "عندما نشاهد الذئب يفترس الضحية، فسيأتي الدور على الخرفان التي تشاهد"
هل ستستذكر قبل فوات الاوان..
ابيات الشاعر أحمد مطر عندما قال:
أذا تركت أخاك تأكله الذئاب
فاعلم بأنك يا أخاه ستستطاب
ويجئ دورك بعده في لحظة
أن لم يجئك الذئب تنهشك الكلاب !!
اللهم انصر إخواننا المستضعفين في غزة وفلسطين ، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم ، واخذل من خذلهم واشفي صدور قومٍ مؤمنين يارب العالمين.