منح الحقوق أولاً ... ثم الأنتقاد لاحقاً
تابعتُ الحملة المستمرة ضد نقابة المعلمين الجنوبية، على خلفية إعلانها استمرار الإضراب في محافظة عدن، والذي لا يزال قائمًا في مختلف المحافظات منذ منتصف العام الماضي.
النقابة لم ترفع الإضراب لأنها ببساطة لم تحصل على حقوقها، وكل الوعود التي قُدمت لها كانت مجرد وعود عرقوب، لا تنفيذ ولا التزام.
من المؤسف أن نرى البعض يهاجم النقابة ويتساءل: لماذا الإضراب؟
الجواب واضح: النقابة معها الحق. أعطوا المعلمين حقوقهم ومستحقاتهم أولًا، ثم تحدثوا عن الانتقاد.
كان الأجدر بالحكومة أن تتعامل مع هذه الأزمة بجدية، وأن تولي اهتمامًا حقيقيًا لهذه الشريحة التي تُعد من ركائز المجتمع.
حتى عندما أعلنت الحكومة صرف التسويات والعلاوات لمختلف موظفي القطاعات المدنية ، لم يتم تنفيذ ذلك حتى الآن. كلها وعود لم تُنفذ.
بل إن الحكومة أولت اهتمامًا أكبر بالجانب العسكري، حيث وصلت الزيادات إلى 100%، بينما لم تتجاوز 30% للموظفين المدنيين. بالله، هل هذا عدل؟ هل هذا إنصاف؟
الموظف يحتاج زيادة مثبته في كشف الراتب وليس حافز أو سله غذائية.
ورغم التحسن النسبي في قيمة العملة، لا تزال الرواتب متدنية، ولا تكفي لتلبية أبسط متطلبات الحياة.
كيف يُطلب من موظف يتقاضى راتب متدني لا يكفي متطلبات معيشته ، ولا يملك مصدر دخل آخر، أن يؤدي واجبه على أكمل وجه؟ ثم يُنتقد لأنه لا يداوم!
على المجلس الرئاسي ومجلس الوزراء أن يتحملوا مسؤولياتهم، تجاة الموظفين في القطاع المدني وهيكلة نظام الأجور بما يتناسب مع الواقع الاقتصادي والمعيشي.
وعلى الجميع الوقوف مع جميع الموظفين في مختلف القطاعات المدنية ، حتى يتم تحسين مرتباتهم ليعيشوا حياة كريمة لهم ولأسرهم.