الحاوي يكتب.... عن نافع عرابي
في ظل أجواء الإحباط واليأس، وتعطيل معظم المؤسسات والإدارات العامة، حيث تغيب الفاعلية إما بسبب الإهمال أو البطء أو غياب المسؤولين في إجازات قسرية، يظل الأمل قائمًا في وجود نماذج إدارية فاعلة تعمل بصمت وحكمة، وتبذل جهودًا للنهوض بالإدارة العامة رغم شُح الإمكانيات.
ومن بين هؤلاء، يبرز اسم نافع عرابي مدير عام صندوق النظافة بمحافظة لحج، الرجل الذي استطاع تحويل إدارته إلى ورشة عمل دائمة، مؤكدًا أن القيادة ليست مجرد إجراءات روتينية، بل هي إرادة وعزم وصبر وبعد نظر وحسن مبادرة.
عرابي، الرجل الهادئ والحكيم، عُرف بقدرته على الحوار والتشاور، وإيصال الفكرة دون تعقيد، جامعًا حوله فريق عمل متماسكًا يدفعه نحو الأفضل، كأن التفاؤل أساس أقواله، والمحبة ركنًا في أفعاله، فلا يعادي أحدًا حتى من يسيء إليه، ولا يميز بين الناس على أسس سياسية أو مناطقية، بل يضع الكفاءة والعمل معيارًا وحيدًا للتقدير.
ومن أبرز سماته التواضع ونكران الذات؛ فهو لا يقدم على خطوة إلا بعد الاستشارة، ويشجع العاملين معه على طرح الأفكار والمبادرات، مانحًا أصحاب الكفاءة فرصًا حقيقية لتولي المسؤوليات والقيادة، في بيئة يسودها الاحترام وروح الفريق والتنافس الإيجابي.
ولعل ما يميزه أكثر هو إخلاصه للعمل؛ إذ يصل إلى مكتبه قبل الدوام الرسمي ويغادره بعد حلول الظلام، بل كثيرًا ما يواصل عمله حتى منتصف الليل، غير آبه بالعطل أو المناسبات، معتبرًا أن خدمة المكتب والمجتمع أهم من أي إجازة شخصية.
إن اختيار نافع عرابي لقيادة صندوق النظافة بلحج كان قرارًا صائبًا، فهذه الإدارة الحساسة ترتبط بشكل مباشر بحياة المواطنين اليومية، في وقت تعاني فيه المحافظة من أزمة النفايات وضعف آليات تدويرها، وقد أثبت عرابي أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، بحق عراب النظافة في محافظة لحج.