كشف الإعاشات الثقب الأسود الذي ينبغي أن يردم
د. سعيد سالم الحرباجي
بين الفينة والفينة تطالعنا وسائل التواصل الإجتماعي بالحديث عن صرف الإعاشات بمبالغ مهولة ، وغير معقولة !!!
ولكن هذه الأيام كثر اللَغطُ ، وازدات التسريبات
بشأن هذا ( الثقب ) إلى درجة الغثيان خاصة مع ذكر المبالغ الخيالية التي تمر من ذلك ( الثقب الملعون ) !!!
ذلك ما دفعني للكتابة عنه ، خاصة وقد أصبح رأي عام .
السؤال الذي يطرح نفسه على المُمسكين بزمام هذا الملف :
بأي حق تصرف تلك المبالغ الخيالية على أفراد بعينهم دون سواهم ؟
ولماذا تصرف في الأصل ؟
وهل تُدْرج تلك المبالغ ضمن موازنة الدولة أم أنَّها تمر ترانزيت ؟
ولماذا تستميت أطراف بعينها على الاستمرار في صرفها رغم أنَّ رائحتها ( النتنة ) قد فاحت وملأت الآفاق ؟
وما مصلحة تلك الأطراف ؟
الحقيقية أنَّ هذا العبث ينبغي أن يُتوقف ، وهذا الثقب يجب أن يُردم.
ذلك أنَّه من غير المقبول ، ومن غير المعقول ، ومن غير المنطق أبداً أبداً ...
أن تصرف أموال ضخمة على شريحة خاصة
دون سواها على حساب بطون الجوعاء ، وعلى حسابات أنات المقهورين ، وعلى حساب حرمان
الأطفال .
ألا يكفي العبث بتلك المبالغ الخيالية التي تصرف على مسؤولي الدولة { قيادات علياء ٫ مجلس وزراء ، مجلس نواب ، مجلس شورى ، محافظين ، رؤساء جامعات ، وكلاء وزارات ، وكلاء محافظات ، سلك دبلوماسي.....}
تخيلوا كل ذلك الجيش الجرار يتقاضى رواتب ( بالدولار) !!!
وفوق كل هذا العبث ....
هناك إصرار ، وهناك استماتة على صرف مبالغ خيالية لشخصيات إضافية تحت مسمى ( إعاشة ) ...
فماذا أبقيتم للشعب المطحون الذي - كلكم- تدندنون على مصالحه ، وكلكم جئتم إلى تلك الكراسي لأجله ، وكلكم وصلتم إلى ما وصلتم إليه بفضل تضحياته ، وتصفيقاته ، وهتافاته ، وشعارته ، ولولا غباه ما بقيتم لحظة واحدة على تلك الكراسي !!!
فهل بعد هذا العبث ...من عبث ؟؟!!!
وهل بعد هذا الاستخفاف بالمواطن ....من استخفاف ؟؟!
وهل بعد هذا الهدر للمال العام ...من هدر ؟؟!!
فأين موقع المواطن في حساباتكم ؟
أين مكانه من مسؤولياتكم التي ستقفون يوماً بين يدي قاضي السماء ليسألكم عنه ؟
أنتم راعاة استرعاكم الله على رعيتكم ..
وهذه الرعية ( المواطنين الغلاباء ) أمانة في اعناقكم .
وتلك الأموال هي في الحقيقية أموال أولئك
( الغلاباء ) أموال الشعب .
كل ريال يذهب عبث هو بمثابة خنجر مسموم
في خاصرتك أيها المسؤول شئت ذلك أم أبيت .
كل دعوة مظلوم هي سهم يشق عنان السماء
ثم يعود ليصبك أنت أيها المسؤول.
كل دمعة حزن لأم ثكلى ...هي لعنة تطارد كل من تسبب في جرحها .
كل أنة مريض لم يستطع توفير قيمة علاج مرضه هي رسالة شكوى تقدم إلى قاضي السماء ..
كفى عبثاً بأموال الشعب !!
كفى هدراً للمال العام !!
وآن الآوان أن تُسد كل الثقوب التي تتسبب
في تسريب المال العام , ويطحن سيلها بطون الجوعاء !!!
وحان الوقت لنبش أعشاش الدبابير ....
لأنها آلمتنا كثيراً !!
